السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى.
أحمد ربي سبحانه وتعالى أني أتمتع بقدر من التدين لا بأس به، فأسرتي متدينة بالقدر الذي يحمينا من شرور الزمان.
مشكلتي أنني أحيانا أفقد لذة العبادة وحلاوتها، شيء ما بداخلي يقول لي: أفيقي مما أنت فيه، ولكني لا أستجيب له، فأنا أحيانا كثيرة أمتنع عن الصلاة ولا أعرف لماذا، ولا أقرأ القرآن، وأشعر أنه ثقيل علي، لكني أرجع إلى بارئي وأصلي، لكني أخاف يوما أن أموت وأنا على هذه الحالة الشنيعة.
أريد أن أشعر بطعم الاستغفار والتوبة، ولا أعرف كيف ذك؟!
أرجو أن أكون أوضحت الصورة لسيادتكم، وجزاكم الله خيرا عني وعن سائر المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة الفاضلة/ أسماء ناجح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلك من عباده الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن هذا الذي ذكرته في رسالتك من التذبذب في الالتزام، وعدم الاستقرار في الغالب هو شيء طبيعي، خاصة إذا قل النصير والمعين على طاعة الله جل جلاله، والقلوب لها إقبال وإدبار كما ورد في السنة، ومسألة التذبذب هذه تكون طبيعية إذا لم تؤدي إلى ترك الفروض المفروضة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (لكل شيء شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد هدي...) فالشاهد من هذا أن كل شيء له فترة قوة، وهي معنى (شرة) وقد تأتي فترة ضعف وفتور، فإذا لم يصل الفتور إلى ترك الفروض المفروضة فهو شيء طبيعي ما لم يستمر هذا الحال ويصبح طبيعة مستمرة للإنسان، وهذا الفتور ثمرة طبيعية من ثمار ضعف الإيمان، فكلما كان الإيمان قويا كانت قدرة المسلم على الطاعة والعبادة أقوى وأحسن، وإذا ضعف الإيمان ضعف بالتالي الالتزام وتنفيذ التكاليف الشرعية، فأنت الآن تعانين من ضعف في الإيمان يحتاج منك إلى علاج، وأنصحك بسماع شريط مظاهر ضعف الإيمان للشيخ محمد المنجد أو غيره من المشايخ الذين يتحدثون عن هذه الظاهرة، وهناك كذلك كتيب صغير طبعه بعض الأفاضل عن نفس محاضرة الشيح محمد المنجد الداعية السعودي، فعليك القيام بزيارة لأي مكتبة إسلامية للشرائط أو الكتب، واسألي عن هذا الشريط أو الكتيب أو غيره مما يتعلق بالإيمان وزيادته وضعفه، وإن شاء الله سوف تجدين حلولا مناسبة في هذا الشريط أو الكتيب.
كذلك أنصحك بقراءة كتاب أو سماع أي شريط حول الفتور وعلاماته، فإن ذلك سيفيدك كثيرا إن شاء الله .
وفوق ذلك الدعاء والإلحاح على الله، وسؤال والديك لك الدعاء بالثبات وزيادة الإيمان.
كما أوصيك بضرورة البحث عن الأسباب التي تؤدي إلى هذا الفتور؛ لأنه وكما يقولون إذا عرف السبب بطل العجب، فلابد من معرفة سبب هذا الفتور، وهذا يحتاج منك إلى جلسة محاسبة لنفسك وبدقة وتمحيص، لتقفي على أسباب هذا الفتور، فقد يكون لديك بعض التصرفات غير ا لمشروعة أو بعض المعاصي الخفية أو الصغيرة أو غير ذلك، مما يؤدي إلى حرمانك من نعمة الطاعة والأنس بالله جل جلاله.
وأوصيك كذلك ببذل أكبر قدر من المقاومة، وعدم الاستسلام بسهولة لهذه الحالة الطارئة، قاومي بكل قوة ولا تستسلمي حتى تشعري بحلاوة الطاعة، حتى وإن كانت العبادة صعبة أو ثقيلة أو أنت قليلة التركيز فيها.
المهم ألا تتوقفي ولا تستسلمي؛ لأن هذا هو أهم مقاصد الشيطان وغاياته، وأكثري من الاستغفار حتى وإن كنت لا تشعرين بحلاوته، وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبلا عدد بنية أن يثبتك الله على الحق وأن يقويك على طاعته، وأن يرزقك حبه والأنس به سبحانه.
وحاولي أن تشغلي نفسك بالدعوة إلى الله، فإنها من أفضل عوامل تقوية الإيمان، كذلك عليك بالتعرف على الأخوات الصالحات ومجالستهن، وحضور حلق الذكر ومجالس العلم، ونحن بدورنا نسأل الله لك الثبات على الحق والهداية إلى الصراط المستقيم، وبالله التوفيق.