السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية أحب أشكر جهودكم على ما تبذلونه من خدمة للدين وللمسلمين، والله يجعله في ميزان أعمالكم ويحرمنا وإياكم على النار.
أنا شاب التزمت أخيرا -ولله الحمد-، وعرفت طريق السعادة وأنها في طاعة الله وعبادته، -والحمد لله- لقد اهتدى على يدي كثير من أصدقائي، علما بأني ملتزم عن قريب، لكن -سبحان الله- أعيش حياتي مرتاحا، وأتذوق حلاوة الإيمان -والحمد لله-، وأنا محافظ على صلواتي الخمس وصيامي وقيامي، ولساني رطب بذكر رب العالمين، لكن الذي يعيبني شيء واحد فقط هو أنني في وقت فراغي أجلس أشاهد التلفاز، ولكن -الحمد لله- دون أغاني أو حتى قنوات أو برامج ماجنة أو خليعة، كل الذي أشاهده برامج ثقافية أو بعض المسلسلات الخليجية، أو بعض الأفلام الأمريكية بدون اللقطات الخليعة.
أريد استشارتكم وجزاكم الله خيرا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو رميح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع.
أخي الكريم! نحمد الله الذي هدانا وهداك، ونسأل الله لك الثبات والسداد.
صدقت يا أخي، فلا سعادة للإنسان إلا في طاعته سبحانه وتعالى، وذكره وشكره وحسن عبادته، وجميل جدا أن يحرص الإنسان على هداية أصدقائه ونقل الخير الذي وجد لذته وحلاوته إليهم، وأبشر يا أخي فلئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.
ومما يعينك على الثبات الابتعاد عن هذا الجهاز الذي اتفق العقلاء وأهل الخير أنه حرب على الفضيلة، وتكلم الناس عن آثاره وأخطاره، حتى قالت بعض الكافرات: (إنني أكاد أن أحطم الجهاز عندما أجد طفلي يحملق في مناظر لا تليق) فكيف بنا نحن أهل الإسلام؟
واعلم يا أخي أن هذا الجهاز كان يمكن أن يستخدم في الخير، ولكن وبكل أسف لا تزال أفضل القنوات مليئة بما يلهي ويشغل عن الخيرات، ولا يخفى عليك أن أوقاتنا هي أغلى ما نملك، فهي خصم من أعمارنا، وهي شهيدة علينا بين يدي الله، ومن لم يشغل نفسه بالخير شغلته نفسه بالباطل.
والجلوس أمام هذا الجهاز يضيع الأبصار، ويصيب الأجساد بالتخمة والكسل، ويمنع من تجدد خلايا الجسم، وهذه بعض الأضرار الصحية لهذا الجهاز، وله أضرار على التكوين الثقافي؛ لأنه يجعل الإنسان مجرد متلقي لثقافات الآخرين، فيقتل عنده روح الإبداع والابتكار، ويعود الإنسان الإدمان على متابعته، ولا يخفى عليك ما في ذلك من تضييع للفضائل وشغل للإنسان عن المهمة العظيمة التي خلق لأجلها، وأخطر من كل ما سبق أنه ينقل ثقافة ومعتقدات المجتمعات الكافرة إلى بلاد المسلمين، وفينا من يتأثر بثقافة الغرب ويعجب بعاداتهم والعياذ بالله.
وقد يصعب عليك مشاهدة اللقطات دون المناظر الخليعة، كما أن الشيطان ينقل الإنسان إلى الشر خطوة بعد خطوة، ولذلك كان من دقة التعبير القرآني النهي عن اتباع خطوات الشيطان (لا تتبعوا خطوات الشيطان)، [النور:21] وبيان لحقيقة هذا العدو الذي يقدم الشر للإنسان بعد تزيينه وتحسينه -والعياذ بالله-.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، والهداية والثبات حتى الممات، وبالله التوفيق.