السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد فتح زوجي مكتبا لتسويق العقار، وقد وظف بنات لتسويق العقار، وهن غير محجبات، ولهم أسلوب خاص لا يرضا عنه الله لجذب العملاء لشراء العقار، ولقد حذرت زوجي من غضب الله، وأن من خروج هؤلاء البنات، من ديارهن إلى عودتهن أي ذنوب تحصل سوف يحاسب عليها، وزوجي إنسان يحب الله، وقلبه معلق بالمسجد الحرام، ومسجد رسول الله صلى الله علية وسلم، فماذا أقول له؟
أرشدوني.
الإجابــة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نسأل الله تعالى أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتنا وإياك وسائر المسلمين على الحق، وأن يهدى زوجك صراطه المستقيم، وأن يبصره بالحق الذي يرضيه، جزاك الله خيرا على نصحك لزوجك؛ فهذا من واجبات المرأة المسلمة تجاه زوجها، بل ومن حبه والإخلاص له أن تذكره بالله، وأن تعينه على طاعة الله تبارك وتعالى، ودعيني أنا أخاطب زوجك مباشرة لأقول له:
أيها الأخ الحبيب: يا من تحب الله ورسوله بشهادة زوجتك الفاضلة، قل لي بربك: هل رأيت إنسانا يحب إنسانا وهو صادق في حبه ويخالف أمره؟! بل هل لو أمرت زوجتك بأمر مهم بالنسبة لك، وخالفت أمرك، هل تكون عنها راضيا؟ اعتقد إنك وبمليء فيك ستقول: مستحيل أن يكون الإنسان صادقا في حبه، ويخالف أمر من يحب، فلماذا تفعل أنت هذا؟ ألا ترى معي حفظك الله بأن موقفك في غاية التناقض! تحب الله وتحب ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتحب البيت الحرام، وزيارة مسجد الحبيب عليه الصلاة والسلام، ثم تخالف أمرهما! أتمنى أن تعيد النظر من مسيرتك إلى الحق؛ لأن الذي أنت عليه غير مأمون العاقبة، وقديما قال الشاعر:
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
ثانيا: أتشك أخي المبارك أن الأرزاق بيد الله وحده، وأنه هو الذي يرزق عباده ويوزع الأرزاق بينهم؟ متأكد إنك ستقول: لا أشك في ذلك أبدا، إذن: فهل تتصور أن ما عند الله تحصل عليه بمعصية الله؟ وهل تتصور أن مثل هذا الرزق سيبارك الله فيه؟ أما تخشى أن يكون هذا نوع من الاستدراج لك؟ أما سمعت مقولة القائل: إذا غضب الله على قوم رزقهم من الحرام، فإن اشتد غضبه عليهم بارك لهم فيه.
ثالثا: أنسيت أن من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، وأن من سن في الإسلام سنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، وأن من دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه إلى يوم القيامة؟!
أخي الكريم: انتبه فأنت على خطر عظيم، وأعد النظر فيما أنت فيه، وتب إلى الله، واترك عنك هذا الأسلوب، وابحث عن أسلوب آخر مشروع؛ عسى الله أن يبارك ويرضى عنك، وتكون من صفوة أوليائه وخاصة أصفيائه.
سائلا الله تعالى أن يهدينا وإياك صراطه المستقيم، وأن يرزقنا الحلال، وأن يبارك لنا فيه إنه جواد كريم.