السؤال
هل صحيح أن أكثر قبائل العرب ارتدت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يبق إلا نفر قليل على الإسلام.
وكيف يصح هذا، مع أن هذا من أقوى الشبه التي يتزعمها الكفرة للطعن في الدين فيقولون: إن المسلمين مباشرة بعد وفاة نبيهم رجعوا عن دينهم؟
هل يعقل أن نصدق العدد الهائل الذي ذكره التاريخ في ارتداد أكثر الناس، أرجو أن توضحوا حقيقة ما حصل، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم لا شك أن الردة شملت عددا كبيرا من القبائل العربية في نجد، وشرق الجزيرة العربية، واليمن، ويرجع ذلك إلى سرعة انتشار الإسلام في البوادي دون التمكن من تعليم الأعراب وتفقههم في الدين، وذلك لقلة عدد الدعاة، والأخطار التي واجهتها الدعوة في البوادي كما حصل في الرجيع، وبئر معونة، ولعدم وجود توصيل إعلامي قادر في ذلك العصر.
ومن هنا ارتدت بعض القبائل لعدم فقهها لفريضة الزكاة، في حين ظهر زعماء طموحون للزعامة حاولوا الإفادة من العصبية القبلية باستقطاب قبائلهم كما فعل مسيلمة في بني حنيفة، والأسود العنسي في اليمن، وطليحة في بني أسد، وسجاح ومالك بن نويرة في بني تميم.
إن تفقيه القبائل بالإسلام كان يحتاج إلى الوقت الكافي، وقد قام المسلمون بذلك في عصر الخلافة الراشدة بعد إعادة المرتدين إلى الإسلام، فلم تقع ردة عامة عن الإسلام بعد التعليم والتفقيه.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.