السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاه أعمل في مجال تدريس الكمبيوتر وقد تعرفت على شاب كان يدرس في نفس المكان، وجاء يوما يقول لي بأنه يريد خطبتي حيث إنه معجب جدا بحسن تعاملي وأخلاقي، علما أنني أكبره بثلاث سنوات ونصف وهو لم يمانع على العكس فالشاب كان معجبا بي كثيرا فوافقت وأخبرته أن يحضر أهله، وهنا كانت الكارثة، رفضت أمه تماما على اعتبار أنني أكبر منه وأنني لا أناسبه بأي شيء وهي تريد له فتاة جميلة بمقاييس الجمال لديها مع أنني مقبولة جدا.
المهم رفض أهله وأصر هو، والموضوع له الآن ثلاث سنوات والشاب يرفض التنازل عني وهو يرجوني أن أبقى وأنا أيضا أتمنى الارتباط به دون غيره فلو لم يقدر لي معه نصيب فلن أختار غيره وهو كذلك، علما بأنهم موافقون على تزويجه أي فتاة غيري وهو ليس صغيرا وبحاجة إلى الزواج، عمره الآن ثلاثون عاما ولكنه ينتظر على أمل أن يقدر الله لنا أن نجتمع معا، وهو يرى أن لا راحة له مع غيري، وهو حاصل على شهادتين علميتين: دبلوم وبكالوريوس لكن المشكلة أنه تقريبا عاطل عن العمل، يعمل فترات معينة والرزق على الله إنما أطلب منه أن يتقدم لي دون أهله حيث إنه عجز عن إقناعهم وأمه تقول: سأمنع هذا الزواج بأي ثمن وأنا تعبت وهو تعب والله أعلم ما سوف يحدث معنا.
أرجو منكم مساعدتي بما فتح الله عليكم من العلم، أرجو أن لا يكون الاقتراح أن يترك أحدنا الآخر لأنه لا حياة لأي منا دون الآخر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة /سارة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،
جميل جدا هذا الوفاء والتمسك بالمواقف، فهذا في أيامنا هذه من النوادر، وحقا كما قالوا قديما : إن الحب يصنع المعجزات، فما أجمل الحب خاصة إذا كان وفق شرع الله وهدي رسوله المصطفى عليه صلوات ربي وسلامه، وما أجمل التمسك بالمبادئ والتضحية من أجل الغير حتى بالنفس والسعادة، وأسأل الله أن يحقق أملك وأن يجمعك بهذا الأخ على خير عاجلا غير أجل، وأن يبدل مواقف الأهل وتوافق عليه والدته ما دامت العلاقة بينكما وصلت إلى هذا الحد من التعلق، والذي أدى إلى الانتظار هذه المدة، بل والاستعداد للانتظار إلى ما لا نهاية.
ولكن لي سؤال: فرضا أن الله لم يجعله من نصيبك، ولم يجعلك من نصيبه، فماذا أنت صانعة؟
ألست من المسلمين الذين يؤمنون بقضاء الله وقدره؟
أنسيت أن الله قسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة؟
ومن هذه الأرزاق الزواج، أنا معك في أن الأمر عظيم، ولكن لست معك في مواصلة رحلة مجهولة لا تدرين عاقبتها خاصة وأنت فتاة تتعرض لعوامل التعرية البشرية يوميا، فأنت اليوم مقبولة ولكن غدا علم ذلك عند الله، فأرجو أن تسامحيني فمثلي كمثل الطبيب الذي يستأصل العضو لسلامة بقية الجسد.
لذا أقول: إن تقدم إليك من ترضين خلقه ودينه فلا تضيعي هذه الفرصة لأنك بذلك تكونين مخالفة لشرع الله، خاصة والزمن يمضي سريعا وقطار العنوسة يحملك إلى مجهول لا تدري نهايته، والمرأة أحوج إلى الحضانة والرعاية أكثر من الرجل نظرا لظروفها الخاصة.
هذا ما شرح الله صدري له مع تمنياتي لك بالتوفيق والسعادة .