الشك والعصبية الزائدة

0 360

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع المتميز حيث نستطيع أن نسأل ما نريد دون حرج، أنني أعاني من مشكلة كبيرة هي مشكلة الشك والعصبية... فعندما أرى شخصين من أصدقائي يتحدثان بشكل منفرد وعندما آتي يقطعان كلامهما أتشكك بأنهم يتكلمون عني ويطعنان في... وفي حالات كان شكي في محلة وفعلا يكونان يتكلمان عني.. حتي إنني أعمل في قطر بعد أن خرجت من بلدي منذ ثلاث سنوات... وعدد الأشخاص الذين أثق بهم محدود جدا... أريد أن أصبح كغيري بحيث لا أعطي أهمية كما يقال عني ولا أكترث من يحكي سواء كان عني أو عن غيري.

والمشكلة الأخرى هي العصبية حيث إنني أغضب كثيرا عندما أمر بموقف سيئ ويمكن أن أفقد بسبب هذه العصبية أصدقاء أعزهم كثيرا حتى إنني أنسى الشخص الموجود أمامي عندما أغضب علما بأنني أمر في مثل هذه المواقف عندما أشعر بالإهانة من شخص أو عندما أعرف بأن أحد أصدقائي تكلم عني بما يسيئني فهل هذه حساسية زائدة... وبعد المشكلة بيوم أكون قد ندمت على ما فعلت... ليس لأنني على خطأ ولكن أحب أن أكون هادىء الطبع، محبوبا من قبل الجميع، فيضايقني كثيرا أن أفقد شخصا قريبا مني بمجرد مشكلة بسيطة وأحاول أن أطبق الحديث الشريف (أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيظك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما).
علما بأنني لا أحمل في نفسي الحقد على أي شخص، حتى وإن أساء لي شخص واعتذر أنسى تماما ما حدث، أريد أن يكون عندي صبر وأن تكون ردة فعلي على ما يغضبني عادية وليست حادة كما يحصل معي الآن. أرجوكم أفيدوني؟

وجزاكم اللة خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم فراس جاعوني             حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر للأخ العزيز هذه التفاصيل الدقيقة التي احتوتها رسالته، والتي تعكس السمات الأساسية لشخصيته والتي تتصف بالشكوك والحساسية المفرطة والعصبية الناتجة من القلق والتوتر الداخلي.

أما فيما يخص طرق العلاج فهنالك الجانب النفسي، والجانب الدوائي، ثم التكيف الاجتماعي.

أما فيما يخص الجانب النفسي فعليك أن تتجنب الكتمان، وأن تعبر عن مشاعرك قولا وفعلا في لحظتها؛ لأن الكتمان يؤدي إلى تكدس وتمركز الصغائر حتى تتجمع وتتمركز مما يؤدي إلى فورة عصابية يتولد عنها الغضب والشكوك الزائدة، وهذه الطريقة تعرف بالتفريغ النفسي، وهي فعالة جدا كما أنه عليك تخير الأوقات التي تكون فيها في حالة نفسية طيبة ومسترخية لتناقش فيها المواضيع التي تريد إثارتها ومناقشتها مع الآخرين، وهذه تعتبر من طرق التواصل الاجتماعي الجيدة.

أما فيما يخص الشكوك فلا بد أن تسعى لأن تحسن الظن بالآخرين وأن لا تكترث كثيرا لما يقولون، وحين تنتابك خاطرة أن الناس تتحدث عنك، أو تشير اليك، فعليك أن تضع في مخيلتك أنك تذكر عندهم بالخير وليس بالشر.

كما أوصيك بالمشاركة في الأعمال الاجتماعية والتطوعية فهذا سوف يرفع من طاقاتك النفسية ويزيد من ثقتك بالآخرين وذلك عن طريق الاحتكاك بهم.

ومن الوسائل التي سوف تفيدك أيضا هي ممارسة تمارين الاسترخاء خاصة المتعلقة بالتنفس، وهنالك عدة أشرطة وكتيبات توضح طريقة استعمال هذه التمارين، كما أن الرياضة خاصة رياضة المشي تعتبر ممتازة جدا لامتصاص الطاقات الغضبية وتقوية النفوس.

وبالطبع فإنك مدرك لما ورد في السنة المطهرة فيما يخص معالجة الغضب بأن تتوضأ، وتغير مكانك، ولدينا تجارب عملية وجدناها مفيدة للكثرين في هذا السياق.

أما بالنسبة للعقاقير الطبية فهناك الأدوية المعروفة بمجموعة المطمئنات البسيطة، ومن أمثلتها عقار موتيفال والذي يمكن تناوله حبة ثلاثة مرات في اليوم لمدة شهرين وهو من الأدوية السليمة، والتي لا تحتاج لوصف طبية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات