بعض أدوية الرهاب وطرق اعتماد تطبيق العلاج السلوكي.

0 510

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من رهاب اجتماعي ونوبات خوف، وقد ذهبت للطبيب فنصحني بدواء (لوسترال) أبدأ بنصف قرص حتى أصل إلى قرصين يوميا (100مج)، سؤالي هو: هل الجرعة كافية؟ ومتى يبدأ التأثر واضحا؟ وهل سأظل طيلة عمري أتناول الدواء؟ بمعنى: هل عند قطعي للدواء يعود الخلل الكيميائي كما كان، أم أن الدواء يعالج هذا الخلل؟ وهل توجد أعراض انسحاب تحدث لهذا الدواء؟

وشكرا، وجزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فيما يخص علاج الرهاب والخوف الاجتماعي فيجب أن يكون العلاج سلوكيا، وكذلك عن طريق الدواء، والعلاج السلوكي علاج بسيط ومهم، وتطبيقه يعتمد على:

1- تحقير فكرة الخوف.

2- أن تصحح مفاهيمك؛ لأن الكثير من الذين يعانون من نوبات الرهاب والخوف حينما تأتيهم هذه المتغيرات الفسيولوجية -كتسارع ضربات القلب أو التعرق أو الرعشة- يزيد لديهم القلق، ويعتقدون أنهم سوف يفقدون السيطرة على الموقف، أو أن الواحد منهم سوف يفشل أمام الآخرين، أو سوف يسقط، أو يكون هنالك نوع من تحقيره أو الاستهزاء به، هذا كله ليس صحيحا، كما أن الأعراض تظهر للإنسان بصورة مكبرة ومبالغ فيها.

3- المواجهة مهمة وضرورية وهي أساس العلاج، والمواجهة يمكن أن تكون في الخيال ثم بعد ذلك تكون في الواقع، أقصد بالمواجهة في الخيال: أن تتخيل نفسك في هذه المواقع والمواقف التي تحس فيها بعدم الارتياح، عش هذا الخيال لمدة عشر دقائق مثلا مرتين في اليوم، تخيل أنك طلب منك أن تصلي بالناس في المسجد، تصور أنك قد وجدت نفسك في وضع لابد أن تكون المتحدث الرئيس في حفل أو مناسبة ما، وهكذا.

4- يجب أن تطور أيضا مهاراتك الاجتماعية بنوع من السلوكيات البسيطة، مثل النظر إلى الناس في وجوههم حين تتحدث إليهم، وحين تلقي السلام على أحد حاول أن تتبسم في وجهه، هذا أمر إن شاء الله تكون مأجورا عليه، وفي نفس الوقت يساعدك في التخلص من هذا الخوف وهذا الرهاب.

5- المشاركات الاجتماعية مثل ممارسة كرة القدم مثلا مع مجموعة من الأصدقاء، والمشاركة في حلقات التلاوة وحضور المحضرات والندوات، كلها ذات عائد علاجي إيجابي جدا من الناحية السلوكية.

أما بالنسبة للدواء فالـ (لسترال Lustral) أو ما يسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) هو من أفضل الأدوية ومن أحسن الأدوية لعلاج الخوف والرهاب الاجتماعي، والضروري والمهم هو الانتظام على الدواء والالتزام التام بالجرعة وللمدة الصحيحة.

الطبيب الذي نصحك بأن تبدأ بنصف حبة محق، وأعتقد أن هذا المنهج منهج جيد وصحيح، بدأ معك بالجرعة التدريجية، وبعد ذلك قال لك: أوصل الجرعة إلى مائة مليجرام - أي: حبتين في اليوم - وهذه تعتبر جرعة علاجية ممتازة جدا للرهاب الاجتماعي، علما بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات - أي: مائتي مليجرام في اليوم - ولكنك لست في حاجة لكل هذه الجرعة، استمر على جرعة المائة مليجرام لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك ابدأ في تخفيض الجرعة بمعدل خمسة وعشرين مليجراما كل شهرين، حتى تتوقف عن تناول الدواء، أو يمكنك أن تتبع الطريقة التي نصحك بها الطبيب.

بالنسبة للمدة التي ذكرناها لك نعتقد أنها مدة كافية جدا، إذا طبقت معها العلاج السلوكي، فأعتقد أن الحالة لن تعود لك بعد ذلك إن شاء الله، أما إذا لم تطبق العلاج السلوكي ولم تتخذه منهجا في حياتك فاحتمال الانتكاسة موجود، فإن شاء الله الدواء سوف يصحح المسارات الكيميائية والبيولوجية، والعلاج السلوكي يدعم هذا التصحيح، ولا أقول لك: إنك سوف تحتاج إلى الدواء طول عمرك، فأرجو إذن أن تكون حريصا في الأخذ بالمنهجين: (السلوكي والدوائي)، وأكرر بأن اللسترال له بعض الأعراض الانسحابية البسيطة، ولذا نصحناك بأن تتوقف عنه بالتدرج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.

وللفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات التالية:
حول العلاج السلوكي للرهاب: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ).
والعلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).

مواد ذات صلة

الاستشارات