عدم الاستمرار على العبادات والطاعات نتيجة ما في النفس من ضيق

0 428

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في كلية الطب، عمري 20 سنة، من أسرة متوسطة، تمر بي أيام لا أفعل فيها أي شيء وأقصر في الصلاة ولا أذاكر وأظل جالسة أمام التلفاز أو الإنترنت، أشعر بالملل والوحدة، ولا أستطيع التكلم على طبيعتي أمام الناس، أشعر أني محبوسة داخل نفسي، وأيضا لست واثقة من نفسي، وإن حاول أحد التقرب مني أو معاملتي بلطف لا أعرف كيف أستجيب وأبتعد.

علما بأنه هناك أيام أخرى أكون فيها بخير وقريبة من الله وأكثر من الصلاة والقرآن، لكن للأسف لا يدوم ذلك، فماذا أفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ EMAN حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدني أنك شعرت بحلاوة الطاعة واستمتعت بثمار التقرب إلى الله، فالزمي هذا الدواء، واعلمي أن للمعاصي والغفلة ضيقا في الصدر وتعثرا في الزرق وبغضة في قلوب الخلق، كما أن للطاعة انشراحا في الصدر وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق، وقد قال الله لمن يطيعونه ويستجيبون لأمره (( فلنحيينه حياة طيبة ))[النحل:97]، قال ابن القيم: حياة طيبة في الدنيا وفي الآخرة، وفي البرزخ.
ولا شك أنك تملكين قدرات عالية والدليل على ذلك هو وصولك إلى هذه الكلية وإلى هذه المرحلة الدراسية، فمثلك ولله الحمد يستطيع أن ينجح وأن يخالط الناس ويصبر ويحاور ويشاور، فلا تحبسين نفسك.

وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وتواصلي مع أسرتك ثم مع خالاتك وأخوالك وعماتك ومحارمك، واذهبي إلى أماكن القرآن والدروس والمحاضرات، وأكثري من ذكر رب الأرض والسموات، فإن الله سبحانه يقول: (( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))[الرعد:28].
وإذا كان للضيق الذي يعتريك معاصي وأسباب فتوبي من المعاصي وتجنبي الأسباب الموصلة إلى تغير المزاج، وإن لم تكن هناك أسباب ظاهرة فاعلمي أن علاج الغم في قول الله تعالى: (( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ))[الأنبياء:87]، وقد قال الله بعدها: (( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ))[الأنبياء:88]، وإذا كانت لحظات التوتر والضيق في أيام العذر الشرعي فهذا تغيير طبيعي يحصل لبنات حواء.
أما مسألة ابتعادك عن الناس فلست أدري من هم؟ هل تقصدين الزميلات والمحارم وهؤلاء هم الذين يجوز للفتاة أن تتوسع في التعامل معهم، ولا مانع من أن تجعلي علاقتك محدودة مع من تتوقعين مجيء الشرور من جهتهم، ولكن من الحكمة أن يبقي الإنسان شعرة العلاقة، واسألي الله أن يحببك للجميع وأن يحبب إليك الصالحات، وأن يرفعك عنده درجات وتذكري أنه يلقي القبول لمن تتقرب إليه بالطاعات قال تعالى: (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ))[مريم:96].
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات