السؤال
يوجد في الأسواق الكثير من المحليات الصناعية البديلة للسكر، ومنها الكاندريل والسافانا والسكرين، فهل لها ضرر على الجسم أم أنه لا ضرر منها؟
علما بأنني أستخدم الكاندريل مرة وأخرى السافانا، وإذا لم يكن لها ضرر فما هي الكمية التي يسمح بها لمريض السكر من النوع الذي يعتمد على الحبوب دون الأنسولين؟
ولكم جزيل الشكر والعرفان، وبارك الله في جهودكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا تزال هذه المركبات (المحليات الصناعية) تحظى بالموافقة على استعمالها، بل والدفاع عنها، ورغم وجود دراسات بين الحين والآخر تؤكد مخاطر استخدامها، إلا أن المنظمات الصحية ومنها منظمة الغذاء الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية تؤكد سلامة استهلاكها، ومن المنظمات التي صرحت استخدام هذه المحليات هي منظمة الغذاء والدواء الأميركية.
وعلى الرغم من أنه لم يحظ أي مكونات غذائية بالفحص والتمحيص من قبل الباحثين بالقدر الذي تعرضت له المحليات الصناعية، فقبل التصريح باستخدامها، تخضع لاختبارات مضنية لمعرفة مدى تلبيتها لمعايير السلامة التي وضعتها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية Fda، فقد أجازت استخدام أشهر محليات صناعية، وهي:
1- أسبارتام Aspartame: أحلى من سكر المائدة بحوالي 200 ضعف، اكتشف عام 1965م، وأجازته Fda عام 1981م، وهو خليط من حمضيين أمينيين، يوجدان في صورتهما الطبيعية في اللحم والحليب، وعند تسخينه لمدة طويلة قد يفقد حلاوته، لذلك يضاف قرب عملية نهاية الطبخ.
ويفضل إضافته بعد إنزال الغذاء من فوق اللهب، ويجب أن يحذر من تناوله المصابون بمرض الفينيل الكيتوني البولي، وقد قامت عدة دراسات باتهام هذا المركب، فقد نشرت مؤسسة رامزين الأوربية في عام 2005م نتائج دراسة تبين أثر الأسبارتيم على الجرذان وتسببها بالسرطان، وأهمية إعادة تقويم أمان استهلاكها، إلا أن الهيئة الأوربية لسلامة الغذاء نفت صحة النتائج، حيث أشارت إلى إن ما توصلت إليه المؤسسة المذكورة بأن الأسبارتيم مسبب للسرطان لا يستند على أدلة قطعية، وبالتالي عدم الحاجة لإعادة تقويم سلامة الأسبارتيم أو تعديل معدل الاستهلاك اليومي.
2- سكارين Saccharin: يتكون من مادة طبيعية موجودة بالعنب، يتميز بأنه خال من السعرات، ويعتبر أحلى من سكر المائدة بمقدار يتراوح من 300 - 500 ضعف، عادة يمزج بمحليات أخرى لإزالة المرارة التي تعلق بالفم بعد تناوله، أوقف استخدامه في السبعينات بعد أن لمحت بعض الدراسات لاحتمال تسببه بالسرطان لفئران التجارب عند تناول كميات هائلة تعادل عشرة آلاف قرص سكارين يوميا، ولم تؤكد الدراسات على الإنسان مطلقا تلك النتائج، وبعد عقود من الأبحاث العلمية أعيد السماح باستخدامه بعد استبعاده من لائحة المركبات التي يحتمل تسببها بالسرطان.
3- اسيسولفام بوتاسيوم Acesulfame k: أجيز استخدامه عام 1988م، لا يستطيع الجسم تحليله، وبالتالي فهو لا يعطي أي طاقة، أحلى من سكر المائدة بمقدار 200 ضعف، يعيبه أنه قد يترك بعض المذاق الخفيف في الفم لذلك يخلط مع محليات أخرى لإزالة ذلك المذاق.
4- سوكرلوز Sucralose: أجيز استعماله عام 1998م، وهو الوحيد المصنع من السكر، وأحلى من السكر بمقدار ستمائة ضعف، ولا يعطي أي طاقة، ولا يسبب تسوس الأسنان.
وتتميز المحليات الصناعية بقلة سعراتها الحرارية ومذاقها الحلو، فهي مهمة لمن يهتمون بأوزانهم وكذا مرضى السكري ويفضل عدم الإفراط فيها.
والله الموفق.