الصداقة.. التنافر والهجران بعد التقارب

0 27

السؤال

لي صديق أحبه في الله، لا نلتقي إلا في المسجد، عمره 34 سنة، تقي، صالح، يعمل مؤذنا، وساعدني كثيرا في معرفتي بالله، ودامت محبتنا حوالي 10 أشهر، ثم لم يعد يكلمني، وأنا أجلس بجانبه في المسجد دائما، وما زلت حتى الآن، ولكنه يتجاهلني، ولا أعرف السبب تحديدا!

حاولت أن أعرف السبب دون جدوى، كلمته عدة مرات وقال لي: الذي بيننا انتهى! أرجوكم أريد حلا، فأنا أحبه أكثر من نفسي، وهو سر سعادتي، ومن يومها وأنا كئيب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محب الله ورسوله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فليس لك إلا أن تستمر في الدعاء له، واجتهد في معرفة السبب، وواظب على الطاعات التي تدربت عليها برفقته وصحبته، فإن لم تجد سببا فأكثر من الاستغفار؛ لأنه ربما كان سبب القطيعة ذنبا غفلت عنه.

وقد كان السلف يقولون: (ما وجد نفور أو خلاف بين صديقين أو حبيبين إلا بذنب أحدثه أحدهما)، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال.

وأرجو أن تعلم أنك تؤجر على ما في نفسك من الخير، وأرجو أن تعطيه فرصة وتلتمس له الأعذار، فإذا لم تجد له عذرا فقل لعل عنده عذرا لا أعرفه.

ونحن ننصح بالبحث عن أصدقاء آخرين، والأفضل أن يكونوا من نفس عمرك؛ لأن التفاهم سوف يكون أيسر وأسهل، وحافظ على شعرة العلاقة مع المؤذن، وأشغل نفسك بطاعته، وسوف يأتي اليوم الذي تتضح لك فيه الأمور.

وإذا كان الإنسان لم يخطئ فلن يضره نفور الناس عنه، وهكذا هذه الحياة لا تخلو من الأكدار والمنغصات.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تحفظ للرجل أسراره، ولا تذكره إلا بالخير، وأكثر له من الدعاء، نسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات