السؤال
قال تعالى:يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبيرالشعوب والقبائل هل المقصود بها الشعوب والقبائل الحالية كالدول والأسر أو الأصول القديمة للإنسان ؟قال تعالى: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويمقال تعالى:ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيداالتباين في أشكال الناس هل هو دليل على وجود أخطاء من أنفسهم بعدما أحسن الله خلقهم ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر أهل العلم تفسيرات متعددة للشعوب والقبائل في قول الله تعالى: وجعلناكم شعوبا وقبائل {الحجرات: 13}. وننقل لك ما جاء به القرطبي من ذلك في تفسيره، حيث قال: الشعوب رؤوس القبائل، مثل ربيعة ومضر والأوس والخزرج، واحدها (شعب) بفتح الشين. سموا به لتشعبهم واجتماعهم كشعب أغصان الشجرة، والشعب من الأضداد، يقال شعبته إذا جمعته... قال الجوهري: الشعب ما تشعب من قبائل العرب والعجم، والجمع الشعوب... والشعب القبيلة العظيمة، وهو أبو القبائل الذي ينسبون إليه، أي يجمعهم ويضمهم. قال ابن عباس: الشعوب الجمهور مثل مضر، والقبائل الأفخاذ. وقال مجاهد: الشعوب البعيد من النسب، والقبائل دون ذلك، وعنه أيضا أن الشعوب النسب الأقرب، وقاله قتادة. ذكر الأول عنه المهدوي والثاني الماوردي... وقيل: إن الشعوب عرب اليمن من قحطان، والقبائل من ربيعة ومضر وسائر عدنان. وقيل: إن الشعوب بطون العجم، والقبائل بطون العرب. وقال ابن عباس في رواية: إن الشعوب الموالي، والقبائل العرب...
ونعتقد أن هذا القدر يكفي في تفسير الشعوب والقبائل.
وأما التباين في أشكال الناس فإنه دليل على قدرة الله، وأنه –وحده- المدبر لهذا الكون والمتصرف فيه.
وأفعال الله تعالى لا تخضع للتعليل، وهي كلها بالغة في الحكمة، لكننا قد نطلع على الحكمة منها وقد لا نطلع على ذلك.
والله أعلم.