السؤال
أنا صاحبة السؤال رقم 2156202 وكنت قد سألتكم فيها عن السر الذي أفشته السيدة حفصة أم المؤمنين للسيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنهما والحقيقة أنكم قد أحلتموني إلى استشارة أخرى لم أفهم منها شيئا أي لم أفهم ماهي قصة السر بالضبط وما هو السر فأرجوكم أنا أريد الموضوع بالتفصيل ولا تحيلوني إلى استشارة أخرى فأنا لا أعرف القصة بالمرة وأنتم تقولون لي مارية والعسل وأنا صراحة لا أفهم شيئا .
فأرجوكم الإجابة وبكل صراحة وبدون حرج؟ وشكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه نريد أولا أن ننبهك إلى أننا لم نحلك فيما سألت عنه إلى استشارة، وإنما أفتيناك بجواب مطابق لما سألت عنه تماما، وعلى أية حال فإننا سنجيبك الآن بشيء أكثر تفصيلا، وذلك أنه قد ورد ثلاثة تفسيرات للسر الذي أسر به النبي صلى الله عليه وسلم إلى حفصة.
1- جاء في تفسير البغوي: ... وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه، فلما كان يوم حفصة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في زيارة أبيها فأذن لها، فلما خرجت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جاريته مارية القبطية فأدخلها بيت حفصة، فوقع عليها، فلما رجعت حفصة وجدت البابا مغلقا، فجلست عند الباب فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه يقطر عرقا، وحفصة تبكي فقال: ما يبكيك؟ فقالت: إنما أذنت لي من أجل هذا، أدخلت أمتك بيتي، ثم وقعت عليها في يومي وعلى فراشي، أما رأيت لي حرمة وحقا؟ ما كنت تصنع هذا بامرأة منهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليست هي جاريتي أحلها الله لي؟ اسكتي فهي حرام علي ألتمس بذاك رضاك، فلا تخبري بهذا امرأة منهن، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قرعت حفصة الجدار التي بينها وبين عائشة فقالت: ألا أبشرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرم عليه أمته مارية، وإن الله قد أراحنا منها، وأخبرت عائشة بما رأت، وكانتا متصافيتين متظاهرتين على سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
2- روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب بنت جحش ويمكث عندها فواطيت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير إني أجد منك ريح مغافير، قال: لا، ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش فلن أعود له وقد حلفت، لا تخبري بذلك أحدا.
3- قيل إن الحديث الذي أسر به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعض أزواجه هو أن الخلافة بعده لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، جاء ذلك في تفسير البيضاوي والدر المنثور وغيرهما...
فالسر -إذا- مختلف فيه بين أن يكون تحريم مارية القبطية، أو تحريم العسل الذي قال إنه لن يعود إلى شربه، أو أمر الخلافة بعده.
ولو عدت إلى الجواب الذي أفتيناك به في الفتوى رقم: 80744، لعلمت أنه متضمن لما ذكرناه لك الآن.
والله أعلم.