صيغة الأمر من كلمة (استفزَّ)

0 456

السؤال

لماذا وردت كلمة واستفزز في سورة الإسراء بزاي مكررة، مع العلم بأنها لغويا تتحول إلى زاي مشددة؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكلمة "استفزز" هي صيغة أمر من استفز، والأمر من استفز يجوز فيه استفز واستفزز، كما هو الحال في المضعف فإنه يجوز فكه وإدغامه، قال ابن مالك في ألفيته:

وفك حيث مدغم فيه سكن   * لكونه بمضمر الرفع اقترن

نحو حللت ما حللته وفي   * جزم وشبه الجزم تخيير قفي

قال ابن عقيل في الشرح: إذا اتصل بالفعل المدغم عينه في لامه ضمير رفع سكن آخره، فيجب حينئذ الفك، نحو: حللت، وحللنا، والهندات حللن. فإذا دخل عليه جازم جاز الفك نحو: لم يحلل، ومنه قوله تعالى: (ومن يحلل عليه غضبي) وقوله: (ومن يرتدد منكم عن دينه). والفك لغة أهل الحجاز، وجاز الإدغام، نحو: "لم يحل"، ومنه قوله تعالى: (ومن يشاق الله ورسوله) في سورة الحشر، وهي لغة تميم، والمراد بشبه الجزم سكون الآخر في الأمر، نحو: احلل، وإن شئت قلت: حل، لأن حكم الأمر كحكم (المضارع). انتهى.

ولهذا الاختلاف قرئ قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه  {المائدة:54} بالوجهين، فقرأها المدنيان وابن عامر بدالين: الأولى مكسورة والثانية مجزومة، وكذا هي في مصاحف أهل المدينة والشام وقرأها المكي والكوفيون والبصريان بدال واحدة مفتوحة مشددة، وكذا هي في مصاحفهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات