السؤال
يجري الآن نشر قوائم تحتوي على رموز لما يعرف بالإضافات الغذائية مثل اي120، اي124، اي471، اي472،... والقائمة تطول لتشمل أكثر من مائة رمز مع الإشارة إلى أن هذه المركبات الكميائية مستخرجة من الحيوانات مثل الخنزير أو الحشرات أو من الكحول، بعد التثبت تبين لي أن هذه الرموز تكاد تكون في كل المواد الغذائية المصنعة التي تباع في الأسواق مهما اختلف نوعها، وقد أخبرني صديق أنه سمع فتوى تتعلق بخل التفاح أو ما شابه (الذي يحتوي على نسبة من الكحول) حيث تقول بحله لقلة نسبة الكحول فيه أي أن نسبة الحلال تغلب على نسبة الحرام فيه، فهل يحرم أكل هذه المواد الغذائية إذا ثبت احتواؤها على الإضافات المذكورة، أم يجوز استنادا إلى الفتوى، فأفيدوني؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أنه ليس من المتصور أن تكون جميع المواد الغذائية المصنعة التي تباع في الأسواق مشتملة على ما يجعلها محرمة الأكل، وذلك لأن كثيرا منها مصنع في دول إسلامية، وفي بلاد قد تكون محافظة على الدين، كما أن الشركات غير المسلمة تسعى في الغالب إلى جعل منتوجاتها صالحة لأن تروج في جميع البلدان ومنها البلدان الإسلامية، وفيما يخص موضوع سؤالك فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 11605، أن الأصل في الأطعمة الحل، وأنه لا يمكن القول بحرمة طعام حتى يثبت أن المادة المضافة إليه نجسة كأن تكون من ميتة أو حيوان محرم كالخنزير.
ولا يمكن الجزم بأن أكثر المواد الغذائية المصنعة أو جميعها مستخرجة من الخنزير أو الحشرات أو أن في تركيبتها مواد كحولية لمجرد مقال منشور من أحد الباحثين، إلا أن يكون المصدر موثوقا به في هذا الجانب، وإذا ثبت أو غلب على الظن أن شيئا من ذلك مستخرج من لحم الخنزير أو غيره من الحيوانات المحرمة أو الكحول، فإنه يبقى النظر فيما إذا كانت تلك المواد قد أضيفت إلى الأطعمة قبل استحالتها، أم أنها لم تضف إلا بعد استحالتها إلى مواد أخرى، وإذا ثبت أنه قد دخل في تركيب الأطعمة شيء محرم فإن تلك الأطعمة تحرم، ولا ينظر إلى قلة الكمية المضافة أو كثرتها، لأن الطعام يتنجس بمجرد ملاقاتها ولو كانت قليلة جدا، ما لم تكن استحالت قبل الخلط كما بينا.
والله أعلم.