السؤال
أخواني في الله أبو زوجتي ينصب على الناس في الأسواق الأسبوعية مثلا يشتري ثور بـ 10000 درهم ويسلم للبائع مابين 2500 إلى5000 درهم وذلك بطي الأوراق المالية. وعندما عرفت ذلك قاطعت الذهاب عنده للمنزل وتخاصمت معه ولكن زوجتي مازالت تقبل من عنده المأكولات التي يجيئ بها وأنا لاأقترب منها وهي تأكل منها وتطعم الابن و هي ليست في حاجة إليها لأنها هي تعمل معلمة وأنا كدالك أعمل والحمد لله أفيدوني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن ما يفعله أبو زوجتك هو من الحرام البين، ومن أكل أموال الناس بغير حق. وقد تواطأت النصوص الصريحة على الوعيد الشديد في ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم:
لا يدخل الجنة جسد غذي بالحرام. رواه البيهقي وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به.رواه أحمد والبزار.
وروى الإمام أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه. وقال صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعرضه. رواه مسلم.
وصح أن آكل المال الحرام لا يستجاب دعاؤه، ولو لم يكن له من العقوبة إلا هذا لكان كافيا. ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: ... وذكر الرجل أشعث أغبر يطيل السفر يمد يديه إلى السماء يقول: يارب، يارب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له.
وعليه، فننصح زوجتك بأن تجتهد في دعوة أبيها إلى تجنب الحرام؛ فإنه ممحق للبركة، وعواقبه وخيمة. وإذا لم يفد فيه نصحها فلتتجنب الأكل من ماله، ولتجنب ابنها ذلك.
وأما أنت فلا تمل من نصحها وتوجيهها، عملا بقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد. {التحريم : 6}
والله أعلم.