0 276

السؤال

أبلغ من العمر 26 سنة ويوجد شخص طلبني من أهلي بالحلال أكثر من 3 سنوات وكل ما يتقدم يؤجل والدي الارتباط وكتب الكتاب بحجة أنه ليس لديه جنسية ولكن والدي موافق على ارتباطنا بشرط الجنسية لأنه من ذوي الوثائق ويختلف عن جنسيتي وأصلي فأنا عجمية وهو عربي، وهو حاليا يقوم بإجراءات الجنسية. ولكن سؤالي ( أنا وهو كنا نقوم بالحرام ولكن من غير مساس عذريتي وتبت بعدها ورجعنا لها ولكن بعد سفري للعمرة لأكثر من مرة خلال السنة عزمت ألا أكلمه ولا أخرج معه أبدا ، ولقد انقطعت عنه لفترة ربما لأنه موجود ببلاد غير بلادي طلبت مني والدتي أن أكلمه ولو بالأسبوع مرة لكي أطمئن عليه وأخفف من غربته، مع العلم أن جميع أهلي وأهله يعلمون بعلاقتنا وهم راضون، ولكن والدي هو المؤخر للموضوع فقط ، وخطيبي يأتي لمنزلنا عندما يأتي من سفره ويزورنا بحضور والدتي ووالدته وأهلي، ولكن سؤالي هنا أنني في هذه المرة التي رجعت من مكة ووعدت ربي باني لن أسمح له أن يراني أو يلمس جسدي إلا بالحلال ،، تمت بيننا مكالمة هاتفية وحدث بيننا خلال الهاتف الفاحشة ( فهل هذا يعتبر زنا؟) هل توجد كفارة، وبعد ما أنهينا المكالمة جلست أبكي من كثرة الخوف من عقاب ربي ومن عظمة ذنبي وأنا خجلة من ربي كثيرا ... أرجوكم ساعدوني لكي أرضي ربي مع العلم بأني لا أستطيع أن أتخلى عن هذا الشاب من كثرة حبنا لبعض وصبره على والدي الذي يرفضه وتمسكه بي وعلاقتنا أصبح لها أكثر من 6 سنين، وفي مرات فكرنا أن نهرب ونتزوج بالحلال ولكنى أخاف من عقوق الوالدين وهو أيضا لا يرضاها لي، ولكن نحن بحاجة لبعض ولا نريد أن نقوم بالحرام أو نتمادى فيه لأننا نحمد ربنا على النعمة التي أعطانا إياها وهي وجودي بحياته ووجوده بحياتي .
أرجو التكرم بالرد علي لأن نفسيتي متعبة جدا وأنا أريد من يوجهني ويساعدني.........

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرت أنك كنت تقومين به مع هذا الشاب من الحرام ولو لم يكن فيه مساس عذريتك...

وما طلبته منك والدتك من تكليمه...

وما تم بينك وبينه من مكالمة هاتفية قلت إنه قد حدث خلالها فاحشة...

كله يعتبر منكرا وحراما، والواجب عليك التوبة إلى الله وقطع هذه العلاقة مع هذا الشاب وعدم محادثته على كل حال.

وفيما يخص سؤالك عما إذا كان هذا زنا، فجوابه أنه يعتبر زنا بالمعنى العام الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: كتب على بن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. متفق عليه، واللفظ لمسلم.     

وليس زنا بالمعنى الخاص الذي يوجب الحد الشرعي الذي هو الرجم أو الجلد... ما لم يحصل مغيب الحشفة في الفرج.

وكفارة ذلك التوبة النصوح وفعل الخيرات والمحافظة على الفرائض واجتناب النواهي.

قال الله تعالى: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين {هود: 114}.

وفيما يخص امتناع أبيك من إتمام الزواج فنقول فيه إن مجرد عدم امتلاك الجنسية ليس سببا شرعيا يرد به الخاطب، فينبغي الاستمرار في محاولة إقناع والدك بإتمام هذا الزواج فإن اقتنع فالحمد لله، وإن لم يقتنع كان لك الحق في رفع الأمر إلى المحكمة الشرعية إن لم يكن رفض والدك له مسوغ مقبول.

واعلمي أن قولك: بأنك لا تستطيعين التخلي عن هذا الشاب، هو قول لا يليق بمسلمة تدعي حب الله وخوف عقابه، بل الذي ينبغي في حقك هو الدعاء بأن ييسر الله لك الزواج من هذا الشاب إن كان ذلك خيرا لك.

وإذا لم يتيسر ذلك فالواجب إقناع النفس بالتخلي عنه كيفما كان الحال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة