السؤال
جاء في أكثر من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى إبراهيم عليه السلام في الجنة، كما رأى جعفر في الجنة يطير بجناحين، فهل هذا ينافي الحديث الذي معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يدخل الجنة يوم القيامة؟
جاء في أكثر من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى إبراهيم عليه السلام في الجنة، كما رأى جعفر في الجنة يطير بجناحين، فهل هذا ينافي الحديث الذي معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يدخل الجنة يوم القيامة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة... صحيح جامع الترمذي ومجمع الزوائد. كما روى الترمذي وغيره عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة. وقد صححه الشيخ الألباني.
وأما إبراهيم عليه السلام فلم نقف على خبر يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه في الجنة اللهم إلا ما كان من رؤياه صلى الله عليه وسلم التي رأى فيها أنه أسرى به والتي فيها: ... وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة.. الحديث أخرجه البخاري وغيره.
وعلى أية حال فإنه ليس في هذا شيء من التناقض، لأن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لإبراهيم عليه السلام في الروضة، ورؤيته لجعفر رضي الله عنه في الجنة، إنما كان كل ذلك في الحياة البرزخية، ومعلوم أن القبر أما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، وأما كونه صلى الله عليه وسلم أول من يدخل الجنة فإن ذلك يكون في الحياة الأخروية، أي بعد بعث الخلائق من القبور.
والله أعلم.