السؤال
قال تعالى ( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا) هل تعني هذه الآية أنه يجوز للأنثى الاختلاط بالذكور قصد التعارف و التناقش في مواضيع تهم العامة مع العلم أن الفتاة في هذا العصر إذا تكلمت اليوم مع واحد غدا تراها مع ألف.
قال تعالى ( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا) هل تعني هذه الآية أنه يجوز للأنثى الاختلاط بالذكور قصد التعارف و التناقش في مواضيع تهم العامة مع العلم أن الفتاة في هذا العصر إذا تكلمت اليوم مع واحد غدا تراها مع ألف.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المراد بالتعارف هو أن ينتسب الشخص إلى قبيلته فيتعرف عليه من يريد معرفته، فقد تكون بينهما قرابة أوعلاقة ما، فالمراد أن يعرف بعضهم بعضا لا أن يتفاخروا بالأحساب والأنساب، لأن الأكرمية إنما تكون بالتقوى كما قال تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير.{ سورة الحجرات 13}
وأما الاختلاط بين النساء والرجال الأجانب فالأصل هو البعد عنه لما يخشى في حصول الفتنة عند اختلاطها؛ ولذا ندب الشارع النساء للقرار في بيوتهن وعدم السفر إلا مع من يحميهن من محارمهن، كما ندب المرأة لو صلت في المسجد أن تبتعد عن الرجال، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها. رواه مسلم. وأما الاختلاط الذي يحصل في المدارس وفي التجمعات لنقاشات المواضيع ففيه عدة محاذير منها بروز المرأة بادية المحاسن أمام الأجانب، ونظرهم إليها كما يحصل في الحوارات مزاح أو خضوع بالقول أو خلوة وكل هذا محرم شرعا. أما إذا روعيت الضوابط الشرعية في لقاء النساء مع الرجال، ومنها الستر وغض البصر وعدم الخلوة والخضوع فهو مباح في الأصل. وراجعي الفتاوى التالية: 100432، 46564، 60840، 48092، 99207،97147، 3859، 71110، 71045،61092،.