خطورة العلاقة بين الجنسين بغير زواج شرعي

0 249

السؤال

أنا شابة أبلغ من العمر 20 سنة وأنا أعيش مع أسرة مسلمة والحمد الله، المشكلة وهي قبل 6سنوات كنت أتابع دراستي في المغرب كنت مجتهدة وطموحة وفي ذلك بدأ يلاحقني شاب ويقول إنه يحبني وكلاما فارغا فأنا لم أصدقه ورفضته وعلم أصدقائي بهذا الأمر وبدؤا يصرون علي بأن أقبل به كصديق ومع إلحاح أصدقائي وافقت وقلت له لن أذهب معك إلى أي مكان من غير طرق المدرسة ووافق على هذا الحال واستمرت هكذا سنتين حتى بدأت أشعر بأني أحبه لأنه لطيف معي، ولكن في ذلك الوقت قرر أبي أن نرحل معه إلى إسبانيا وكان فراقا صعبا بالنسبه لنا وبدأت حياة جدبدة بالنسبة لي في عالم غيرعالمنا ولكن حبنا لديننا كان أقوى من كل شيء فتعرفت على صديقات هن أحسن بكثير من اللواتي يعشن في بلدي المسلم متحجبات ويذهبن للمسجد وانقطعت عن التكلم مع ذلك الشاب حتى اتصل بي هو وبدأنا نتكلم في الهاتف وعندما عدت إلى بلادي لأقضي عطلة الصيف تكلمنا وقال لي بأنه يريد خطبتي ووافقت جاء أهله إلى منزلنا ووافقت عليه أسرتي، ولكن الآن أشعر بالندم الشديد على ما فعلته من إثم ومعصية وأنا الآن حائرة من أمري لا أجد من يرشدني إلى الصواب فأنا علمت أن علاقة بين الجنسين حرام فماذا أفعل لكي يرضي الله عني فأنا اصلي صلاتي وأحفظ القرآن وارتدي حجابي رغم الصعوبات التي أجدها في الشارع وفي البحث عن العمل، ولكن أنا أحب ديني فأرجوكم ماذا أفعل أفتوني جزاكم الله خيرا، وأرجو أن تقرؤا رسالتي فأنا بحاجة إلى المساعدة؟ وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته من أن لك أصدقاء كانوا فيما يبدو سببا في قبولك صداقة ذاك الشاب الذي قلت إنه بدأ يلاحقك منذ فترة.. وما ذكرته من قبول ذلك الفتى كصديق لك، وما ترتب على تلك الصداقة من شعورك بحبه... وما ذكرته من أنكما بعد السفر والانقطاع بدأتما تتكلمان في الهاتف.. ثم ما حصل خلال عطلة الصيف من لقاء وكلام بينكما.. نقول: إن كل هذا يعتبر أخطاء منك يجب أن تتوبي إلى الله منهما، فإن العلاقات بين الجنسين خارج رابطة الزواج الشرعي فيها من المفاسد ما لا يخفى.

كما أن الكلام بين الأجنبية والأجنبي لا يجوز إلا لحاجة أو ضرورة وبشرط التقيد فيه بضوابط الشرع، فالله تعالى يقول للمسلمين في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم: وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن  {الأحزاب:53}، فإذا كان هذا في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، والمخاطبون لهن هم أصحابه رضي الله عنهم وهن لهم أمهات، فما بالك بغيرهن وغير الصحابة؟ ويقول جل من قائل: فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا {الأحزاب: 32}، إلا أن ما ذكرته من الندم الشديد على هذا الأمر يعتبر بداية جيدة للتوبة، فالتوبة شروطها الإقلاع عن المعصية والندم عليها والعزم أن يعاد إليها، وإذا تحققت شروط التوبة فإن الذنوب بها تغفر إن شاء الله، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما في الحديث الشريف، ونسأل الله تعالى أن يصلح حالك ويتم لك ما أردت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة