السؤال
نحن نعمل في مجال الدعاية الطبية، وعملنا يوجب علينا أن نقدم للأطباء هدايا من أقلام حتى سفريات تكلف آلاف الريالات وأحيانا ندفع من حسابنا الشخصي مقابل أن يكتب أصناف الشركة وأحيانا يطلب كاش ونحن مطلوب منا أرقام آخر السنة، وكما هو معلوم أننا هنا لأسباب عديدة منها مادية ونحن نقع بين نارين المحافظة على العمل بالشركة أو أن نرفض لعدم تحقيق الأرقام، فهل تقديم هذه الهدايا مقابل العمل معنا حرام وهل نتحمل نحن الإثم أم الطبيب أم شركتنا، وللعلم نحن شريحة واسعة والكل يهمه معرفة الحل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن في قيام شركات الدعاية الطبية بدفع ما سماه السائل هدايا للأطباء قد تصل إلى آلاف الريالات من أجل أن يقوم الطبيب بكتابة أدوية الشركة التي تقدم له هذه الهدايا، يعد من الرشوة المحرمة، وفي ذلك من المفاسد ما لا يخفى، فالطبيب الذي يشترط أن يدفع له شيء مقابل كتابة أصناف الشركة لا شك أنه سيتأثر بها عندما يصف الدواء، ولن ينظر إلى الأفضلية ولا إلى السعر الأنسب للمرضى، وإنما تكون عينة على المال والهدايا التي ينتظرها أو يشترطها على الشركة.
وبهذا يتحول الطبيب من شخص ناصح أمين إلى مسوق لأدوية الشركات حسب ما تدفعه كل شركه له من الرشا، ولو فتح هذا الباب لعم الفساد ولتنافست الشركات في اجتذاب الأطباء... والمتضرر من هذه المنافسة هو المريض أولا وآخرا، فيتضرر بأن يوصف له دواء وغيره أفضل منه، ويتضرر كذلك بارتفاع ثمن الدواء لأن ما يأخذه هؤلاء الأطباء يتحمله في النهاية المريض، فهذه الرشا تراعى عند وضع السعر للدواء.
وعليه فلا يجوز لكم ولا لشركتكم ولا للأطباء فعل هذا الأمر لعموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله الراشي والمرتشي والرائش. رواه أحمد. والرائش هو الساعي في الوساطة للرشوة.
والله أعلم.