السؤال
ما حكم الذي يأكل لحم الخنزير وهو يعلم أنه حرام ومحرم أكله وهو مسلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن أكل لحم الخنزير عامدا غير مكره عالما بالتحريم غير جاهل، معتقدا التحريم فهو مسلم عاص وآثم وتلزمه التوبة إلى الله تعالى، فلحم الخنزير محرم، لقول الله تعالى: حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير.. {المائدة:3}، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله حرم الخمر وثمنها وحرم الميتة وثمنها وحرم الخنزير وثمنه... رواه أبو داود. وسماه الله رجسا، فقال: أو لحم خنزير فإنه رجس {الأنعام:145}، والرجس النجس، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضرب به المثل في قبح بعض الذنوب والمعاصي، فقال: من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودمه.. رواه أحمد ومسلم وغيرهما واللفظ لأحمد.
قال ابن حجر الهيثمي في كتابه الزواجر: والخنزير: وسبب تحريمه نجاسته أيضا... والخنزير مطبوع على أخلاق ذميمة جدا منها الحرص الفاحش والرغبة الشديدة في المنهيات وعدم الغيرة فحرم أكله على الإنسان لئلا يتكيف بتلك الكيفية القبيحة، ومن ثم لما واظب النصارى سيما الفرنج على أكله أورثهم حرصا عظيما ورغبة شديدة في المنهيات وعدم الغيرة فإنه يرى الذكر من جنسه ينزو على أنثاه ولا يتعرض له لعدم غيرته... انتهى.
فالواجب على من أكل لحم الخنزير أن يتوب إلى الله تعالى، ومن تاب تاب الله عليه.
والله أعلم.