أخذ ماله ظلما فهل له أن يأخذ من مال غيره سرا

0 201

السؤال

أنا مهندس كنت أعمل بمجال المقاولات وقد قام الرجل الذي أعمل له مشروعا بأكل مالي الذي يبلغ170000 مئة وسبعون ألفا وقد قام شريكي بالادعاء علي بالتزوير وهو سعودي أيضا وقام بسجني حتى يحصل على نقوده كاملة بدون خسارة وضاقت علي الحال وبعت بيتي وتدهورت أحوالي كثيرا مما تسبب لي بالمرض وأصبحت حياتي جحيما مع أطفالي وأنا مهدد بالسجن مرة أخرى اذا لم أقم بتسديد المبالغ التي علي فقمت بأخذ نقود من عملي الجديد وتسديد الديون وسد رمقي والخروج من هذه الحالة وأرجو أن تكون هذه الأموال التي أخذتها دون حق من صاحب عملي زكاة له علي وأن تكون في ميزان حسناته وأحيانا أفكر أن يحاسبني الله عليها وأن يحاسب الذي أكل حقي فتكون هذه بتلك راجيا الله أن يخرجني من أزماتي كلها علما أن ضميري يعذبني لأنني لم أتعود على هذه الاعمال لكنني مضطر لذلك أرجو إفادتي هل يمكنني أن أحتسب عند الله هذه بتلك ويفني أجري على أكل حقي وصبري يفني أكلي لمال صاحب العمل أو ماهي رؤيتكم أدامكم الله أفيدوني ولكم خير الجزاء إن شاء الله علما اني ممن يصلون جميع الصلوات بالمسجد وخاصة الفجر وهناك حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام بأن من داوم على صلاة الفجر أربعين ليلة حصل من الله على برائتين براءة من النار وبراءة من النفاق وأشهد الله أن قلبي معلق بالمساجد فهل يظلني الله في ظله يوم القيامة رغم ما فعلت والحمد لله أني أطبق جميع السنن والأذكار وكل ما أمر الله به أفيدوني بسرعة ولكم خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

  فجزاك الله خيرا على حرصك على أداء الصلوات في جماعة ولا سيما صلاة الفجر ، وزادك الله حرصا على الخير.

واعلم أن من أعظم الظلم والاعتداء أكل أموال الناس بالباطل ، فإن كنت قد أخذت هذا المال مما أسميته بعملك الجديد بغير وجه حق فهذا أمر لا يجوز ، وما حدث لك من ضيق لا يسوغ لك الاعتداء على حق الغير ، فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى ، ومن تمام توبتك أن ترد هذا المال لصاحبه ولو من طريق غير مباشر كما بينا بالفتوى رقم: 29667.

وأما الحديث الأول الذي أشرت إليه في سؤالك فقد رواه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق" ، وهو كما ترى متعلق بإدراك الصلوات كلها لا بإدراك صلاة الفجر فقط. ثم إن هذا العمل الصالح لم يكن سببا للبراءة من النار والبراءة من النفاق إلا لكونه يمنع صاحبه من عمل أهل النار وعمل أهل النفاق قال المباركفوري في كتابه تحفة الأحوذي عند شرحه هذا الحديث : قال الطيبي أي يؤمنه في الدنيا أن يعمل عمل المنافق ويوفقه لعمل أهل الإخلاص وفي الآخرة يؤمنه مما يعذب به المنافق ويشهد له بأنه غير منافق يعني بأن المنافقين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى وحال هذا بخلافهم كذا في المرقاة .اهـ.

   وأما كون هذا التصرف يمنعك من الدخول فيمن يظلهم الله في ظله فليس هذا بلازم ، فإن رحمة الله واسعة ، ولكن يجب عليك التوبة النصوح على الوجه الذي ذكرناه سابقا.

  بقي أن ننبه على أمر وهو إن ثبت أن لديك مالا أخذ منك ظلما، وكان بإمكانك استرداد هذا المال من طريق مباشر كرفع الأمر إلى المحكمة فافعل ، وإن لم يمكنك ذلك وظفرت بشيء من مال هذا الظالم فلا حرج عليك في أن تأخذ منه القدر الذي أخذه منك ظلما ، وهو ما يسمى عند الفقهاء بالظفر بالحق. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم 28871.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات