السؤال
لقد قمت بمراسلتكم و أشكركم على الإجابة.
أنا كنت متزوجة لمدة03 أشهر و بعد حدوث مشاكل كبيرة مع الزوج و أمه تطلقنا. أنا في الأول ومع الغضب كنت متسرعة للخروج من ذلك البيت الذي عانيت فيه كثيرا بعدما عرفت أن أمه أرادت سحري و إخراجي منه و بعدما قررت الخروج منه أخد زوجي بالسرعة في إعداد مراحل الطلاق و قال لي إنني أنا المذنبة ولكن الله أعلم كم عانيت هناك و هو لم يشعر بي و لو للحظة. و مع مشاكل أخرى كثيرة.
والآن بعد أن تطلقنا و بعد مرور شهر عنه بدأت أشعر بإهباط شديد جدا والحمد لله فأنا متدينة فأتوجه لله عز و جل أن يفرج علي عن قريب.أنا عمري 25 سنة والحقيقة أني خائفة لو أني لن أتزوج ثانية لأنكم تعرفون حال المرأة المطلقة في مجتمعنا أنا من الجزائر.أريد منكم أن تفيدونني من فضلكم فأنا جد محتاجة.لا أدري هل هو شعور بالندم او بالوحدة .أنا أعلم أنه قضاء الله و قدره والحمد لله و ابتلاء من عنده عز و جل.
أنا لم أكن أريد الطلاق كنت أبحث عن رجل يتفهمني وللأسف الشديد لم أجده.
كان يظن أن المال هو الذى يبني السعادة و الأكثر من ذلك أنه لم يكن هو الذي يقرر شؤون حياته بل أمه هي التي تسيره. حتى الطلاق هي التي قررته.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله عز وجل أن يكتب لك الأجر في مصيبتك ويعوضك خيرا من هذا الزوج، ونوصيك بتقوى الله عز وجل فمن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، وعليك بالعفة حتي يغنيك الله من فضله، ويتيسر لك الزواج.
قال تعالى: وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله {النور:33}
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: أمر كل من تعلق به الأمر بالإنكاح بأن يلازموا العفاف في مدة انتظارهم تيسير النكاح لهم... والسين والتاء للمبالغة في الفعل أي وليعف الذين لا يجدون نكاحا.. ووجه دلالته على المبالغة أنه في الأصل استعارة، وجعل طلب الفعل بمنزلة طلب السعي فيه ليدل على بذل الوسع. انتهى.
وفي الحديث: ومن يستعفف يعفه الله. رواه البخاري.
ومن السعي في طلب العفاف الصيام، لقوله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
ومن ذلك شغل الوقت وعدم التفكير في النكاح. واعلمي أن ما قسم الله لك سيأتيك فلا تقلقي، ولا بأس ببذل الأسباب ومنها طلب المساعدة ممن يستطيع التوسط بينك وبين زوجك لإرجاعك أو بينك وبين من يرغب في الزواج منك إذا انتهت العدة، واحرصي على صاحب الدين والخلق.
والله أعلم.