السؤال
أود أن أعرف أولا ما يثبت تاريخيا وعلميا أن الإسلام هو آخر وأنسب الأديان أود أن يطمئن قلبي.
ثانيا أود أن اعرف ما هي الأعمال التي كانت تقبل في الديانات الأخرى وتقبل الآن مثل الزكاة كانت توضع فوق جبل والآن لا يحدث ذلك.
ثانيا: ما هي مصادر التحريف في المسيحية واليهودية وما معنى قاعدة التثليث وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يخفى على المطلع على تاريخ الرسالات الربانية أن آخر رسول أرسله الله تعالى للناس هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعظم مرجع عرفه البشر هو القرآن الكريم الذي هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد ذكر الله تعالى فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين كما قال تعالى: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين {الأحزاب:40} وقد ذكر في القرآن أيضا أن الإسلام هو الدين الذي لا يقبل الله غيره كما قال تعالى: ومن يبتغ غير الأسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين {آل عمران:85} وقال تعالى: إن الدين عند الله الأسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب {آل عمران:19} وأما الأعمال التي شرعت في الديانات التي جاءت بها الرسل سابقا ولا تزال مشروعة الآن في الدين الإسلامي فهي كثيرة فمنها: الحج والصدقات والذكر والدعاء، ومن أدلة ذلك ما في حديث الحارث الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فكأنه أبطأ بهن فأتاه عيسى فقال: إن الله أمرك بخمس كلمات أن تعمل بهن، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فإما أن تخبرهم وإما أن أخبرهم، فقال: يا أخي لا تفعل فإني أخاف أن تسبقني بهن أن يخسف بي أو أعذب، قال: فجمع بني إسرائيل ببيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعدوا على الشرفات، ثم خطبهم فقال: إن الله أوحى إلي بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، أولهن: أن لا تشركوا بالله شيئا فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق ثم أسكنه دارا فقال اعمل وارفع إلي، فجعل يعمل ويرفع إلى غير سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك!! فإن الله خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا. وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت. وآمركم بالصيام ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك كلهم يحب أن يجد ريحها، وإن الصيام أطيب عند الله من ريح المسك. وآمركم بالصدقة، ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يديه إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول: هل لكم أن أفدي نفسي منكم وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه. وآمركم بذكر الله كثيرا، ومثل ذكر الله كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن: الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله، ومن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإيمان والإسلام من رأسه؛ إلا أن يرجع، ومن ادعى دعوى الجاهلية فهو من جثي جهنم، قيل يا رسول الله: وإن صام وصلى؟ قال: وإن صام وصلى تداعوا بدعوى الله الذي سماكم بها المؤمنين المسلمين عباد الله. رواه ابن خزيمة. وقال الأعظمي: إسناده صحيح.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها للاطلاع على المزيد في الموضوع وفي مسألتي التثليث والتحريف:61499، 30506، 10326، 54711، 6828، 58961.
والله أعلم.