موقف الأبناء من أبيهم الذي يسب الله تعالى ويحلف أيمان طلاق عند غضبه

0 20

السؤال

شيوخنا الكرام .. فرج الله كربكم كما تفرجوا عن الكثير من عباده بعد فضل الله
أما بعد ..
أنا فتاة أبلغ من العمر 22عاما أكبر أخواتي السبع ونحن بفضل الله تعالى ممن تربى في المساجد ومتعلمون في جامعات إسلامية وأبي يحرص على تعليمنا ووالدي أيضا يحفزنا على الذهاب إلى المسجد ونحن بفضل الله نشأنا على حب الدين لكن سأقول لكم مشكلتي وأنا أعتصر ألما مما سأقول والدي إنسان عصبي وغضبه دائما على أشياء تافهة وعندما يغضب لا يعي ما يقول ويقوم بالشتم والسب مما أدى الأمر به والعياذ بالله إلى سب الذات الإلهية ويرمي يمين الطلاق على أمي علما بأنه كان يحلف طلاق على أمي قبل ذلك فلما علم من أحد الشيوخ عقاب هذا الفعل قال لن أفعله مرة أخرى .. أما هذه المرة عندما غضب رجع إلى ما كان عليه وأنا أشعر أن أبي غير طبيعي وشيطانه يطغى عليه دائما .. وألحظ أنه بالفعل لا يعي ما يقول والله يا شيوخنا الكرام مع أنه أب حنون عطوف رحيم كريم في كامل قواه العقلية وأن الله أكرمه بذرية صالحة يحسده عليها كل من يعرفونه ولكن هذه الصفات تتواجد فيه في وقت الصفاء ، هذه مشكلتي أتمنى أن ترشدوني علما بأن والدي لا يقبل النصحية أو الشيء الموجه إليه بسهولة وأنا خائفة من أن يبتليه الله في أحد بناته أو أولاده علما بأني أنا وأخواتي أكرمنا الله بجمال الشكل والروح لكن عندما يأتي أحد لخطبتنا لا يرجع أو لا يحدث نصيب وهذا بالتأكيد ابتلاء يوجه لوالدي لكن والدي لا يشعر بنا
وهذه الملاحظة أتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار أفضل عدم نشر الموضوع في الصفحة الرئيسية وإرسال نسخة من الإجابة الى البريد الإلكتروني المرسل إليكم
وبارك الله فيكم
أدامكم ذخرا للإسلام والمسلمين

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فسبب ما يحصل من أبيكم هو الغضب وشدة الانفعال، وهنا نستحضر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك الرجل الذي جاءه يطوي الفيافي والقفار يريد وصية ونصيحة منه يسترشد بها في أمر دينه ودنياه، وتكون نبراسا له في حياته، فقال: أوصني قال: لا تغضب. فردد مرارا قال لا تغضب. رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وروى الطبراني من حديث سفيان عن عبد الله الثقفي: قلت يا رسول الله: قل لي قولا أنتفع به وأقلل، قال: لا تغضب ولك الجنة. قال ابن التين: جمع صلى الله عليه وسلم في قول لا تغضب خير الدنيا والآخرة،لأن الغضب يؤول إلى التقاطع ومنع الرفق. بل ربما يصل بالمرء إلى فراق أهله وتدنيس عرضه والارتداد عن دينه والعياذ بالله.
والغضب منه ما يصل بالمرء إلى فقدان الإدراك والوعي فيتلفظ ويفعل ما لا يعي ولا يدرك، وهذا لا مؤاخذة عليه في ذلك لفقده لمناط التكليف وهو العقل، وإذا كان والدكم يصل به الغضب إلى تلك الدرجة فلا مؤاخذة عليه فيما ذكرت عنه من سب الدين لأنه في حكم المغمى عليه والمجنون وإلا فهو مؤاخذ بما يصدر عنه من ذلك كطلاق زوجته وسبه للذات الإلهية عياذا بالله وذلك ردة وكفر.

وما دام أمره كما ذكرت فلعل ما يصيبه هو من النوع الأول الذي يفقد عقله وقت الغضب ونرجو ألا يؤاخذ بما كان منه ويجب عليه أن يبتعد عن أسباب الغضب وما يهيجه قدر المستطاع، وعليكم أنتم كذلك أن تجتنبوا ما يؤدي به إلى ذلك، وإن أصابه فليسلك الأسباب الشرعية لمعالجته، وقد بينا ذلك مفصلا في الفتوى رقم: 17652، 58964، 10062.  

وأما تأخر زواجكن وعدم رجوع بعض الخطاب فلا ندري ما هو سببه وما هي عاقبته، ولكننا نرجو أن يكون الله قد ادخر لكن ما هو أفضل، ويكون ذلك خيرا لكن، قال الله تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون {البقرة: 216}. وانظري الفتوى رقم: 54211  .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة