السؤال
قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل جسد نبت من حرام فالنار أولى به. ما هو معنى هذا الحديث... فانا والدي هداه الله يتعامل بالبنك ويدخل فيه الربا وحاولنا مرارا إقناعه بحرمة ذلك ولكنه لا يريد ويصر ويقول إن ذلك من البيع، فهل معنى ذلك أننا سوف نكون في النار إذا كان طعامنا وشرابنا يدخل فيه الحرام وإننا نبتنا من مال حرام، فما هو ذنب الزوجة والأولاد إذا كان مصرا ولا يوجد لنا دخل ومصدر رزق إلا من عمل والدي، وقد أديت فريضة الحج من مال والدي، فهل حجي مقبول؟ علما بأنني بنت ولست متزوجة وليس لي وظيفة أكسب منها وليس لي مصدر رزق إلا من والدي؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان المقصود بكون أبيكم يتعامل بالربا أنه يأخذ قروضا من البنك مثلا فلا شك في أنه آثم بذلك، فينبغي نصحه بلطف بأن يتقي الله تعالى وينتهي عن ذلك لما فيه من الإعانة على أكل الربا، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 1587.
وأما هذا المال المقترض بعد تعلقه بذمة المقترض فقد صار ملكا له فالحرمة متعلقة بالاقتراض وليس بالمال المقترض، فلا يكون هذا المال حراما، وبناء عليه فلا حرج عليكم في انتفاعكم بشيء من هذا المال، ومن ذلك حجك من هذا المال، ونرجو أن يكون مقبولا بإذن الله، وللمزيد من الفائدة راجعي في ذلك الفتوى رقم: 47285.وإذا كان يدع الأموال في البنك ليأخذ عليها فائدة فلا حرج عليكم أيضا في الأكل من ماله لأن ماله مختلط ومن كان ماله كذلك جازت معاملته فيه .
وبالنسبة للحديث المذكور بالسؤال فمعناه أن كل لحم نبت في جسد ابن آدم بسبب أكله مالا حراما فمتوعد بتعذيبه بالنار، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد والترمذي.
والله أعلم.