السؤال
اشترى جار لي كلبا أسود يظل ليل نهار ينبح وهذا الجار السيئ لا يراعي حسن الجوار. فأريد قتل هذا الكلب فهل أرتكب معصية مع الله إذا فعلت هذا؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
اشترى جار لي كلبا أسود يظل ليل نهار ينبح وهذا الجار السيئ لا يراعي حسن الجوار. فأريد قتل هذا الكلب فهل أرتكب معصية مع الله إذا فعلت هذا؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
خلاصة الفتوى:
يجوز قتل الكلب الأسود، وخصوصا إذا كان يضر بالجيران، ولكن قتله إذا كان سيترتب عليه ضرر من صاحب الكلب فإن الواجب أن يرتكب هو أخف الضررين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
إذا كان كلب جارك أسود -كما بينت في السؤال- فإن قتله مباح. أخرج أصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها كل أسود بهيم.
وجاء في شرح كفاية الطالب الرباني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني: (وأما من قتله) أي المأذون في اتخاذه (فعليه قيمته)، وأما غير المأذون في اتخاذه فلا قيمة فيه (الفاكهاني): لا خلاف أعلمه في جواز قتل الكلاب غير المأذون في اتخاذها؛ لما ثبت في الأحاديث الصحيحة من الأمر بقتلها.
وجاء في غذاء الألباب: واعلم أن الكلب إما أن يكون أسود بهيما أو لا. الأول: يستحب قتله. والثاني: إما أن يكون عقورا أو لا, الأول: يجب قتله, ولو كان الأسود البهيم والعقور معلمين... والثاني: إما أن يكون مملوكا أو لا. الأول: لا يباح قتله، وكذا الثاني على الأصح؛ كما في الإقناع... اهـ
كما أن ما ذكرته من النباح المستمر لهذا الكلب سيكون له ضرر على الجيران، والضرر يجب أن يزال؛ فقد ثبت مرفوعا إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: لا ضرر ولا ضرار. أخرجه الإمام أحمد وغيره.
لكن ينبغي التنبيه إلى أن قتل الكلب المذكور إذا كان سيجلب ضررا من صاحبه فالواجب ارتكاب أخف الضررين.
والله أعلم.