السؤال
جاءتني فرصة للمشاركة باللعب فى أحد المواقع الإلكترونية الغربية للمسابقات فشاركت باللعب فيها ، ويتم اللعب مجانا باختيار أرقام في خانات فارغة فإن صادفت الأرقام الصحيحة يكسب اللاعب جوائز مالية ضخمة وهذا كل يوم ، بعدها تحرجت من هذا اللعب فربما لايجوز شرعا وتركته، ولكن بناء على لعبى الأول جاءتنى بعد ذلك عدة جوائز بدون أن ألعب لها بعضها يحتاج المشاركة باللعب بالمقابل وهذا ميسر واضح وبعضها لا يحتاج وليست من مال المسابقات أو المراهنات فقط يحتاج إلى دفع رسوم الإرسال وهى محددة ، هذا الموقع اللعب فيه مفتوح مجانا لمن يريد وأيضا بالمقابل ويكسب أيضا من خدمات الدعاية التى يقدمها للمشتركين فيه لصالح بعض الشركات التجارية و الخدمية أو الإعلانية ولكن من بينها بعض كازينوهات القمار وربما بعض مواقع الدعوة النصرانية فى القليل النادر.أرجو أن تفتونى على التفصيل إن كان يحل اللعب أو أخذ شيء من هذه الجوائز.
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
ما اشتملت عليه الألعاب المذكورة يفيد حرمتها، وبالتالي يجب التخلص مما اكتسب منها، إلا ما أنفق منه قبل العلم بحرمته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
إن ما ذكرته من أن المشاركة في هذه الألعاب تحتاج إلى دفع رسوم الإرسال، وأنها تشتمل على الدعاية لصالح بعض الشركات وكازينوهات القمار وربما بعض مواقع الدعوة النصرانية...
نقول: إن اشتمال هذه الألعاب على مثل هذه الأمور يكفي للحكم عليها بالتحريم؛ فاحتياج المشاركة إلى دفع رسوم الإرسال يصيرها من القمار. وما ذكرته من اشتمالها على الدعاية إلى تلك المنكرات هو من الترويج للكفر والفساد، وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "... ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا".
هذا بالإضافة إلى أن من شروط حلية المسابقات أن يكون المقصود منها نفع المسلم وتزويده بما يحتاجه من علم ديني أو دنيوي... ولم تذكر لنا نفعا يقصد من هذه المسابقات.
فتحصل من هذا أن المشاركة في هذه المسابقات لا تجوز، وبالتالي فلا يجوز اكتساب المال منها.
وعليه، فالواجب أن تتخلص مما اكتسبته منها في وجوه الخير. اللهم إلا ما كنت قد أنفقته منها من قبل أن تعلم حرمتها، فقد قال الله تعالى: فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون {البقرة :275}.
والله أعلم.