فضل الاجتماع لأجل ذكر الله

0 392

السؤال

كنت جالسا مع أصحابي وهناك لقاء إيماني يعقد بشكل دوري كل شهر وحركت شفتاي بتمتمة لا يسمعها أحد من الحاضرين بقسم أني لن أحضر هذا اللقاء وسؤالي هو أنني لا أدري أكان هذا بخصوص اللقاء القادم فقط أم كل اللقاءات وأيضا أشك في القسم هل هو بالله أم الطلاق فأنا في حيرة شديدة علما بأنه لم يأت موعد اللقاء بعد فهل هذه وسوسة؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا ينبغي الحلف على ترك مجالس الخير لما في ذلك من فوات كثير من الفوائد الضرورية، ويحرم الحلف بالطلاق ولكنه يقع، وأما الشك في حصول الحلف بالطلاق فلا أثر له لأن الطلاق لا يقع بالشك.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المسلم ينبغي له ألا يفعل فعلا حتى يفكر فيه وفي إيجابياته وسلبياته، ويستخير فيه ويستشير، كما ينبغي له أن لا يكثر من الحلف، ولا يجعل القسم بالله مانعا من أعمال البر، ولا يجعل عصمة زوجته عرضة للانفصام كلما نفر من شيء أو كرهه. فقد قال الله تعالى: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم. {البقرة:224}

ثم إننا ننبه إلى أن الحلف بالطلاق محرم شرعا؛ لما في حديث الصحيحين: من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت.

وإذا حلف الشخص بالطلاق ثم حنث يقع عليه الطلاق.

وبناء عليه.. فلا يليق بك أن تحلف على ترك الحضور مع إخوتك في اللقاء الإيماني فتحرم من الخير الكثير. فقد رغب الشرع في المجالس الإيمانية، وكان الصحابة حريصين على المجالس الإيمانية، فقد قال تعالى: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا.{الكهف:28}

 وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم.

وفي المسند عن أنس قال: كان عبد الله بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تعال نؤمن بربنا ساعة، فقال: ذات يوم لرجل فغضب الرجل، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله ابن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة. والحديث حسن إسناده الهيثمي والعجلوني

وفي الحديث: ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه؛ إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم، قد بدلت سيئاتكم حسنات. رواه أحمد وصححه الألباني والأرناؤوط.

وفي الحديث: عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين، يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل، قيل: يارسول الله من هم؟ قال: جماع من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه. رواه الطبراني ووثق رجاله الهيثمي وحسنه الألباني.

وفي الحديث: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

وبناء عليه؛ فإنك شككت هل حلفت بالله أو بالطلاق؟ فننصحك أن تكفر كفارة اليمين بالله وتلتزم بحضور مجالس العلم، لأن حضورها خير من تركها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه. رواه مسلم.

وأما شكك هل حلفت بالطلاق أم لا؟ فلا يقع به الطلاق، كما بينا في الفتاوى التالية أرقامها: 18550، 44565، 69437.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة