السؤال
لقد جاء في -الجزيرة وثائقي- أن صخرة ضخمة آتية من السماء, وقد ترتطم بالأرض بعد بضع سنين، من فضلكم تحروا هذا الخبر عند العلماء المتخصصين في هذا الشأن وطمئنوا عباد المسلمين، نحن نعلم علم اليقين أن الساعة لا يعلمها إلا الله العلي القدير, وأن لقربها أشراطا، إلا أن بعض ضعفاء الإيمان قد تصيبهم بلبلة وأوهام؟ ولفضيلتكم الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالكلام في هذه المسألة له شقان: الأول: في تصديق أو رد هذا الخبر، الثاني: في موقف المسلم من مثل هذه الأخبار، وفي كلا الشقين نقول ينبغي أن تعلم أولا: أن الذي ذكره علماء الجولوجيا في هذا الشأن ليس مجزوما بصحته، وإنما هو مجرد ظن، لكنه يبقى محتملا، ولو افترض أنه بني على علم عندهم بذلك، فلا يجوز أن يترتب على ذلك اعتقاد كتحديد زمن قيام الساعة أو غير ذلك، فإن ذلك مما استأثر الله بعلمه، وليس في القول باحتمال ما ذكروه تعارض مع ذلك. ولا ينبغي أن يحدث بلبلة أو اضطرابا فإنه إنما يتعلق بكيفية مظنونة فحسب، كما أنه قد يستفاد منها إن صدقت تفسير وتأكيد لما ذكره الله تعالى في كتابه من علامات الدمار والانفجار والزلزلة والانشقاق عند قيام الساعة، فيكون فيه مزيد إعجاز للقرآن وظهور قدرة الجبار وتجلي آيات الخالق العليم في الكون.
ثانيا: أن الموقف الذي علمنا إياه رسولنا في مثل ذلك هو أن نعتني بالعمل ونهتم بما نقدمه لأنفسنا في المتبقي من عمرنا، وأن لا يشغلنا توقع قيام الساعة عن الاستعداد لها بكل ما يمكننا من أعمال صالحة، كما ورد في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: متى الساعة، قال: وماذا أعددت لها، قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: أنت مع من أحببت، قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت. انتهى.
والشاهد أن الرسول وجه السائل إلى العمل وأرشده إلى عدم الانشغال بوقت قيام الساعة فلا دخل للإنسان في ذلك، ثم إن الواحد منا إذا مات قامت قيامته وهذه الساعة متيقن أنها قريب، لأن عمر الإنسان في الدنيا مهما بلغ فهو محدود وقليل، فلم ننشغل عن القريب المتيقن بما هو مبني على احتمالات -أعني مثل هذا الخبر- ليس هذا من شأن أولي الألباب.
والله أعلم.