السؤال
عندنا رجل يفسر الرؤى مستعينا بالجن، كما يعالج المرضى علاجا عربيا مستعينا بالجن، ولا يعمل الشعوذة كما نراها عند الآخرين، وإنما يكتفي بسؤال الجني الذي يكلمه: ما تأويل هذه الرؤيا، وما علاج هذا المرض، علما بأنه ما خاب يوما بتفسير رؤيا، وهو على هذا الحال منذ خمسة عشر عاما، واختبرته بنفسي فنجح في الاختبار، وكان تأويله لرؤياي صحيحا، ووصف لي شكل جارنا وبيته بدقة متناهية، علما بأنه لا يعرفه على الإطلاق، فما الحكم الشرعي في اللجوء إليه لتفسير الرؤى والعلاج من الأمراض؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه ليس عندنا ما يمكن الجزم به في هذا الأمر، وقد بينا كلام أهل العلم في إباحة ومنع الاستعانة بالجن، فمنهم من أباحه فيما هو مشروع، ومنهم من منعه لأنهم لا يؤمن شرهم وخداعهم، فالأولى هو البعد عنه لأن الجن لا تعلم حقيقة أحوالهم، ولا يؤمن أن يكون مدعي الإسلام منهم كاذبا فيما يقول عن إسلامه، أو يكون فاسقا غير ملتزم بالشرع، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفائه الراشدين ولا الصحابة ولا التابعين أنهم استعانوا بهم، أو لجؤوا إليهم في حاجاتهم.
وقد استحب أهل العلم الابتعاد عن الجن وعدم الاستعانة بهم ولو في الأمور النافعة، قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: قال أحمد في رواية البرزاطي في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى والعزائم، أو يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم، ومنهم من يخدمه، قال: ما أحب لأحد أن يفعله، تركه أحب إلي. وراجع للتفصيل فيما ذكرنا وللاطلاع على الرقى الشرعية الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4310، 2244، 28793، 5701، 58433، 19900، 22104، 30253، 7369، 22039، 65551.
والله أعلم.