السؤال
ما هي مظاهر التسخط على قضاء الله تعالى؟ وكيف أعرف أني صابرة وغير متسخطة؟ أحيانا أكون حزينة ويضيق صدري وتظلم الدنيا بوجهي، وأصل إلى أعلى درجات الضيق، فهل هذا من التسخط؟ مع العلم بأني أجتهد أن أقول في تلك اللحظات ''الحمد لله''.
ما هي مظاهر التسخط على قضاء الله تعالى؟ وكيف أعرف أني صابرة وغير متسخطة؟ أحيانا أكون حزينة ويضيق صدري وتظلم الدنيا بوجهي، وأصل إلى أعلى درجات الضيق، فهل هذا من التسخط؟ مع العلم بأني أجتهد أن أقول في تلك اللحظات ''الحمد لله''.
خلاصة الفتوى:
من مظاهر تسخط القدر عدم رضى العبد بقضاء الله وكراهة ابتلاء الله له ولا ينافي ذلك أن يتوجع أو يكره المقدور ويسعى في إزالته بالوسائل المشروعة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من مظاهر تسخط القدر عدم الرضى بالقضاء وكراهية الابتلاء، كذا قال المباركفوري في شرح حديث الترمذي: إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط.
وقد ذكر صاحب تيسير العزيز الحميد في شرح هذا الحديث أن الرضى لا يتنافى مع التألم والتوجع.. وذكر ابن القيم في المدارج أنه لا تنافي بين رضى العبد بالقدر مع كراهته أحيانا، فذكر أنه يرضى به من جهة إفضائه إلى ما يجب من رضى الله عنه وتكفير ذنوبه ويكرهه من جهة تألمه به، ومثل لذلك بالدواء الكريه الذي يعلم فيه الشفاء فيجتمع فيه الرضى مع الكراهة.
وذكر بعض شراح الحديث أن الرضى لا يلزم منه الرضى بالمقضي بل يشرع للعبد أن يسعى في إزالة ما حصل له، فيعالج المرض بالتداوي، ويعالج الكرب والهم بالسعي في تفريجه، ويعالج الفقر بالتكسب، فيحرص العبد على ما ينفعه ويرضى بقضاء وقدر الله أولا وآخرا، ففي حديث مسلم: أحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وأن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل.
فاحرصي على المواظبة على الأذكار المقيدة والمطلقة، والإكثار من أدعية الكرب، ومخالطة الصالحات، والإكثار من مطالعة كتب الترغيب والرقائق وسير السلف، ونرجو أن تطلعي على كلام نفيس لابن القيم في المدارج بين فيه فوائد الرضى ومخاطر السخط، وراجعي في ذلك الفتاوى التالية: 76048، 27048، 32180، 63580.
والله أعلم.