السؤال
نود معرفة المسح على الجورب أو الخف باليد اليمنى للقدم اليمنى واليد اليسرى للقدم اليسرى أم باليد اليمنى للقدمين، وجزاكم الله خيرا.
نود معرفة المسح على الجورب أو الخف باليد اليمنى للقدم اليمنى واليد اليسرى للقدم اليسرى أم باليد اليمنى للقدمين، وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمسح أسفل الخف مستحب عند بعض أهل العلم، وأما محل الفرض فهو مسح أعلاه، لكن اختلف أهل العلم في القدر الواجب الذي يجزئ مسحه، وقد ذكر الإمام النووي أقوال أهل العلم في المسألة حيث قال في المجموع:
قد ذكرنا أن مذهبنا ـ الشافعية ـ استحباب مسح أسفله وأن الواجب أقل جزء من أعلاه. فأما استحباب الأسفل فحكاه ابن المنذر عن سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وعمر بن عبد العزيز ومكحول والزهري ومالك وابن المبارك وإسحاق. وحكى ابن المنذر عن الحسن وعروة بن الزبير وعطاء والشعبي والنخعي والأوزاعي والثوري وأصحاب الرأي وأحمد رضي الله عنهم أنه لا يستحب مسح الأسفل واختاره ابن المنذر .
إلى أن قال:
وأما الاقتصار على أقل جزء من أعلاه فوافقنا عليه الثوري وأبو ثور وداود , وقال أبو حنيفة رضي الله عنه: يجب مسح قدر ثلاث أصابع, وقال أحمد رضي الله عنه: يجب مسح أكثر ظاهره , وعن مالك مسح جميعه إلا مواضع الغضون. انتهى.
ولصفة المسح على الجوربين بعض الصفات المستحبة فهي عند الشافعية:
بعد ـ غمس اليد في الماء ـ يضع كفه اليسرى تحت عقب الخف والكف اليمنى على أطراف الأصابع ثم يمر اليمنى إلى ساقه واليسرى إلى أطراف أصابع قدمه.
قال الشيرازي في المهذب بقوله: والمستحب أن يمسح أعلى الخف وأسفله فيغمس يديه في الماء ثم يضع كفه اليسرى تحت عقب الخف وكفه اليمنى على أطراف أصابعه ثم يمر اليمنى إلى ساقه واليسرى إلى أطراف أصابعه. انتهى.
قال النووي في المجموع معلقا على هذه الصفة: وكيفيته كما ذكر المصنف رحمه الله لكونه أمكن وأسهل , ولأن اليد اليسرى لمباشرة الأقذار والأذى, واليمنى لغير ذلك فكانت اليسرى أليق بأسفله, واليمنى بأعلاه, انتهى.
وللمالكية صفة مستحبة فيها بعض الاختلاف عن الصفة السابقة وهي أن يضع يده اليمنى على أصابع قدم اليمنى واليد اليسرى تحتها ويمرهما إلى الكعبين مع إمرار اليد اليسرى على العقب حتى مجاوزة الكعب الذي يتنهي إليه الغسل في الوضوء، ثم اختلفوا هل يفعل بالقدم اليسرى مثل ذلك أو يجعل اليد اليسرى فوقها واليمنى تحتها عكس ما فعل بالقدم اليمنى.
ففي شرح الدردير ممزوجا بمختصر خليل المالكي: و ندب وضع يمناه أي يده اليمنى على أطراف أصابعه من ظاهر قدمه اليمنى ووضع يسراه تحتها أي تحت أصابعه من باطن خفه ويمرهما بضم حرف المضارعة لأنه من أمر لكعبيه ويعطف اليسرى على العقب حتى يجاوز الكعب وهو منتهى حد الوضوء وهل الرجل اليسرى كذلك يضع اليد اليمنى فوق أصابعها واليسرى تحتها أو اليد اليسرى فوقها أي فوق الرجل اليسرى واليمنى تحتها عكس الرجل اليمنى لأنه أمكن تأويلان، ويجزئ مسح القدم اليمنى باليد اليمنى والقدم اليسري باليد اليسرى كما يجزئ مسح القدمين معا باليد اليمنى أو اليسرى.
والله أعلم.