وضع الهلال كرمز على المنارات ومؤسسات المسلمين

0 355

السؤال

شاهدت محاضرة لعالم نصراني يتكلم عن الإسلام ويتهم الإسلام بتعظيم الهلال والقمر وأن الإسلام دين وثني قائم على عبادة القمر وعندما بحثت هذا الموضوع في الانترنت علمت أن العديد من غير المسلمين يعتقدون ذلك . حيث أن الهلال أصبح شعارا للمسلمين في أعلامهم وعلى مساجدهم وغيره.
- ما موقف الإسلام من الهلال أو القمر وهل حث الإسلام (في القرآن والسنة ) على وضع الهلال أو القمر كرمز للإسلام والمسلمين ؟
- لماذا يوجد على منابر المساجد ومن أول من وضعه ولماذا ؟
- وإذا لم يكن في شريعتنا ما يشير إلى ذلك فلماذا لا يبعد هذا الشعار عن المساجد والمؤسسات الدينية
أعتقد بان هذه القضية ليست بالسهلة فهي من صميم العقيدة . فإن أخطا أسلافنا وجب علينا تصحيح ذلك.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب عليك الحذر أولا من الإصغاء لشبهات أهل الباطل، فقد قال تعالى، وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون {الأنعام:121}  

واعلم أن الإسلام جاء أصلا بإبطال عبادة غير الله تعالى سواء كان رسولا وملكا أو غير ذلك، وقد جاء النهي الصريح في كتاب الله عن عبادة الشمس والقمر؛ كما قال تعالى: ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون {فصلت:37} بل وقد نهى الشرع عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها لما في ذلك من التشبه بالكفار الذين يعبدونها.

وأما الهلال فهو مخلوق ترتبط به عبادات المسلمين من حيث التوقيت فحسب. قال تعالى: يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج {البقرة:189} وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله. رواه الإمام أحمد والترمذي.

ولم يرد ما يدل على وضع الهلال رمزا على المنارات أو المساجد وغيرها، ولا يعني هذا عدم جواز مثل هذا الفعل إذا اقتضته مصلحة راجحة، فقد جعل المسلمون منارات للمساجد ولم يكن ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكره أحد، وهكذا هنا في أمر الهلال، فأول من وضعه على المساجد ونحوها هم الأتراك العثمانيون تمييزا لمؤسسات المسلمين عن مؤسسات أهل الصليب، وهذه مصلحة بينة ومعتبرة وجرى عليها عمل المسلمين من غير نكير، وراجع الفتاوى:27040، 42652، 66549.  

وأما القول بأن في هذا وثنية وعبادة للهلال، فمن المغالطات المكشوفة والتي يقصد منها التلبيس والجدال بالباطل، فلو حكم على هذا الفعل بكونه عبادة لمجرد وضع الهلال فيلزم من ذلك أن من وضع شيئا شعارا كان عابدا له ولا يقول بهذا عاقل، وإن كان لتعظيمه له ومكانته عنده كان عابدا له للزم من ذلك أن يكون المسلمون عابدين لبيت المقدس لكونه معظما عندهم، ولكان المسلمون عابدين للكعبة والبيت الحرام لكونها معظمة عندهم وهكذا.

والله أعلم.    

مواد ذات صلة

الفتاوى