السؤال
ماذا تعني الآية التالية بسم الله الرحمن الرحيم: لو يؤاخذ الله الناس بذنوبهم لعجل لهم العذاب.
ماذا تعني الآية التالية بسم الله الرحمن الرحيم: لو يؤاخذ الله الناس بذنوبهم لعجل لهم العذاب.
خلاصة الفتوى:
إن الله تعالى يمهل الظلمة ويملي لهم ولكنه لا يهملهم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته السائلة الكريمة ليس بآية من القرآن الكريم بهذا اللفظ، ولعل ذكر الآيات المشار إليها والواردة بهذا المعنى بكاملها يوضح معناها، فاللفظ الصحيح للآيات هو: ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون {النحل:61} ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا {فاطر:45} وفي آية أخرى: وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا {الكهف:58} والمعنى الإجمالي لهذه الآيات أن الله سبحانه وتعالى بحلمه ومغفرته وسعة رحمته يمهل الكفرة والظلمة والعصاة والمجرمين ولا يعاجلهم بالعذاب، ولو عاجلهم به لأهلكهم جميعا حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد، ومن الحكمة في عدم المعاجلة بالعقوبة أن الكفرة قد يؤمنون، وأن عصاة المؤمنين قد يتوبون ويستغفرون، ولكنه جعل لهم أجلا لا مهرب لهم منه ولا محيد لهم عنه، فهو سبحانه وتعالى يملي للظلمة ويمهلهم ولكنه لا يهملهم، ويغفر للمؤمنين ما شاء أن يغفر. انتهى ملخصا من كتب التفسير.
والله أعلم.