درجة حديث (كنت أقوم بعمل سور حول بستاني..)

0 468

السؤال

ما رأيكم في هذا الحديث الذي أرسل إلي عن طريق الإنترنت؟
كان الرسول محمد صلي الله عليه وسلم يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم إلى الرسول يشكو إليه
قال الشاب ( يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخلة هي لجاري
طلبت منه أن يتركها لي لكي يستقيم السور ، فرفض ، طلبت منه أن يبيعني إياها فرفض )
فطلب الرسول أن يأتوه بالجار أتي الجار إلي الرسول وقص عليه الرسول شكوى الشاب اليتيم
فصدق الرجل على كلام الرسول فسأله الرسول أن يترك له النخلة أو يبيعها له فرفض الرجل
فأعاد الرسول قوله ( بع له النخلة ولك نخله في الجنة يسير الراكب في ظلها مائه عام ) فذهل أصحاب رسول الله من العرض المغري جدا فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنة وما الذي تساويه نخلة في الدنيا مقابل نخله في الجنة لكن الرجل رفض مرة أخرى طمعا في متاع الدنيا فتدخل أحد أصحاب الرسول ويدعى أبا الدحداح
فقال للرسول الكريم أئن اشتريت تلك النخلة وتركتها للشاب إلى نخله في الجنة يا رسول الله ؟
فأجاب الرسول نعم فقال أبو الدحداح للرجل أتعرف بستاني يا هذا ؟
فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينة لا يعرف بستان أبي الدحداح ذو الستمائة نخلة والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله فكل تجار المدينه يطمعون في تمر أبي الدحداح من شدة جودته
فقال أبو الدحداح ، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي فنظر الرجل إلى الرسول غير مصدق ما يسمعه أيعقل أن يقايض ستمائة نخلة من نخيل أبي الدحداح مقابل نخلة واحدة فيالها من صفقه ناجحة بكل المقاييس فوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم (ص) والصحابة على البيع وتمت البيعة.
فنظر أبو الدحداح إلى رسول الله سعيدا سائلا (ألي نخلة في الجنة يا رسول الله ؟)
فقال الرسول (لا ) فبهت أبا الدحداح من رد رسول الله فاستكمل الرسول قائلا ما معناه (الله عرض نخله مقابل نخله في الجنة وأنت زايدت على كرم الله ببستانك كله ، ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنة بساتين من نخيل أعجز علي عدها من كثرتها
وقال الرسول الكريم ( كم من مداح إلى أبي الدحداح )
(( والمداح هنا – هي النخيل المثقلة من كثرة التمر عليها ))
وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجة أن الصحابه تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لأبي الدحداح وتمني كل منهم لو كان أبا الدحداح وعندما عاد الرجل إلى امرأته ، دعاها إلي خارج المنزل وقال لها
(لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط ) فتهللت الزوجة من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجارة وشطارته وسألت عن الثمن. فقال لها (لقد بعتها بنخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائه عام )
فردت عليه متهللة (ربح البيع أبا الدحداح – ربح البيع )

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد روى عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني كعب بن مالك قال أول أمر عتب على أبي لبابة أنه كان بينه وبين يتيم عذق فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضي به النبي صلى الله عليه وسلم لأبي لبابة فبكى اليتيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه له فأبى قال فأعطه إياه ولك مثله في الجنة فأبى فانطلق ابن الدحداحة فقال لأبي لبابة بعني هذا العذق بحديقتين قال نعم ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن أعطيت هذا اليتيم هذا العذق ألي مثله في الجنة قال نعم فأعطاه إياه قال فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كم من عذق مذلل لابن الدحداحة في الجنة قال وأشار إلى بني قريظة حين نزلوا على حكم سعد فأشار إلى حلقه الذبح وتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ثم تاب الله عليه بعد ذلك 

وروى أحمد وابن حبان والحاكم- وصححه الحاكم ووافقه الذهبي عن أنس بن مالك : أن رجلا قال يا رسول الله إن لفلان نخلة وأنا أقيم حائطي بها فمره أن يعطيني أقيم حائطي بها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أعطها إياه بنخلة في الجنة فأبى وأتاه أبو الدحداح فقال بعني نخلك بحائطي قال ففعل قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد ابتعت النخلة بحائطي فجعلها له فقال النبي صلى الله عليه وسلم كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة مرارا فأتى امرأته فقال يا أم الدحداح اخرجي من الحائط فإني بعته بنخلة في الجنة فقالت قد ربحت البيع أو كلمة نحوها.

 فهاتن الروايتان ثابتتان وأما الكلام المذكور في السؤال ففيه ما لم يثبت وفيه بعض ما لا يليق بالصحابة ومن الواضح أن القصة صيغت بأسلوب أدبي معاصر ومططت وزيد فيها ما ليس منها .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات