السؤال
يتقدم لخطبتي الكثير ويسير الموضوع طبيعيا لكنه قبل إتمام أي شيء ينتهي الموضوع ولقد ذهبت لأحد المشايخ واتضح بعد عدد من القراءات أنه يوجد سحر ولكني لم يتيسر لي الذهاب للشيخ لسفري وبعد عودتي كانت نفسيتي سيئة لما يحدث لي ، وخصوصا أن الله رزقني بنسبة من الجمال وجامعية وأهلي طيبون معروفون بالخلق الحسن فماذا أفعل وما هي السور التي يجب علي قراءتها من القرآن الكريم وإن كان هناك شيخ أذهب إليه فأخبروني جزاكم الله خيرا .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا تبين أنه يوجد بك سحر يدفع الخطاب عنك ويكرههم فيك، فالواجب حله بالقرآن الكريم، والأدعية النبوية، ولا يجوز حله بسحر مثله، فعن جابر رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة، فقال: "هي من عمل الشيطان" رواه أحمد بإسناد جيد.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: النشرة حل السحر عن المسحور، وهي نوعان:
أحدهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن البصري: لا يحل السحر إلا ساحر، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور.
الثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدعية والدعوات المباحة فهذا جائز.
وقال في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد: وروى ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ليث بن أبي سليم قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله، تقرأ في إناء فيه ماء، ثم يصب على رأس المسحور: الآية التي في سورة يونس (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون).
وقوله: (فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين... برب العالمين) [لأعراف:118-121].
وقوله: (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى) [طـه:69].
وقال ابن بطال في كتاب وهب بن منبه: أنه يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين، ثم يضربه بالماء، ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يحسو (يشرب) منه ثلاث حسوات، ثم يغتسل به يذهب عنه كل ما به.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: أنفع ما يستعمل لإذهاب السحر ما أنزل الله على رسوله في إذهاب ذلك، وهما: المعوذتان، وفي الحديث: "لم يتعوذ بمثلهما".
وكذلك قراءة آية الكرسي، فإنها مطردة للشياطين.
ومن أهم ما ينبغي أن ننبه عليه هو أن المسحور يجب عليه أن يستقيم في نفسه، فيقوم بما أوجب الله عليه من الطاعات، ويجتنب ما حرم الله عليه من المعاصي، ويحافظ على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، وأن يكون لسانه رطبا من ذكر الله، وأن يحسن ظنه بالله، ويرضى بقضاء الله وقدره، وأن ما أصابه من سحر إنما هو بإذن الله عز وجل، وأن يرفع أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى، فلا كاشف للسوء إلا هو سبحانه وتعالى.
أسأل الله عز وجل أن يمن على هذه الأخت بفك هذا السحر، ولك أن تسألي أهل الخير والصلاح عن شيخ يرقي الرقية الشرعية، فإن دلوك عليه فلا مانع من العلاج عنده.
والله أعلم.