فضل المشي وكثرة الخطا إلى المساجد

0 250

السؤال

أنا أسكن في المدينة المنورة للعمل وأبعد عن المسجد النبوي الشريف مسافة 11 كيلو متر تقريبا وأريد أن أعمل بالحديث الذي يقول في معناه الخاص بيوم الجمعة من غسل واغتسل وبكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام كان له بكل خطوة عدل صيام سنة وإقامتها، أريد أن أخرج من البيت الساعة السادسة صباحا وأمشي إلى المسجد النبوي بغية العمل بالحديث وابتغاء الثواب الكبير والمسافة كما ذكرت سابقا، فهل هذا العمل فيه غلو أو تشدد أو تحميل للحديث ما لم يحتمل، وهل هذا العمل يدخل في نطاق الحديث وهل قصد المسجد النبوي له أجر زائد عن المساجد الأخرى لفضل الصلاة فيه، علما بأن عمري 28 عاما؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج على السائل في الذهاب إلى الحرم من المسافة المذكورة -إذا لم يترتب عليه ضرر- ولا يعد هذا تشددا ولا غلوا، ونرجو أن يكتب الله له الأجر والمثوبة الواردين في الحديث المشار إليه، وهو حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وقد دلت السنة على مشروعية القدوم للمسجد من المسافة البعيدة احتسابا للأجر، فقد روى مسلم عن أبي بن كعب قال: كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة، قال: فقيل له أو قلت له: لو ا شتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء، قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جمع الله لك ذلك كله..

 ولما أراد بنو سلمة الانتقال من محلتهم إلى قرب مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم عليه الصلاة والسلام: يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم... رواه مسلم. 

أي إلزموا دياركم يكتب الله لكم أجر خطواتكم، قال ابن رجب في شرح البخاري: .. وبنو سلمة: قوم من الأنصار، كانت دورهم بعيدة عن المسجد... ومثله في مرقاة المفاتيح: ... كان بينهم وبين المسجد مسافة بعيدة.. وقد ذكر الحافظ أن المسافة كانت قدر ميل، وهي دون مسافة السائل؛ لكن الحديث يدل على احتساب الأجر عند القدوم من المسافة البعيدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى