كيفية التوبة من فعل مقدمات اللواط

0 18

السؤال

أنا زنيت مع رجل حيث وضع فمه في عمودي كيف السبيل إلى التوبة؟ مع العلم أني مصل و متعلم عارف بالدين لكن الماسك في دينه كالقابض على الجمر- الجواب سري وفي أقرب الآجال على هذا البريد الالكتروني-

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
 

فنسأل الله تعالى أن يتوب عليك ويعفو عنك ويغفر لك، وأن يطهر قلبك وأن يحصن فرجك..

ثم ليعلم السائل أن هذا الفعل الذي يسأل عنه، وإن لم يكن هو الزنا أو اللواط الذي يوجب الحد، إلا أنه مقدمة لذلك وذريعة له، والشريعة قد جاءت بسد الذرائع إلى الحرام. ولا شك أنه من الفواحش التي حرمها الله. فإن الله تعالى لم ينه عن الزنا فحسب، بل نهى عن قربانه، فقال تعالى: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا {الإسراء: 32} "والنهي عن قربانه أبلغ من النهي عن مجرد فعله؛ لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه، فإن: "من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه" خصوصا هذا الأمر الذي في كثير من النفوس أقوى داع إليه" (تفسير السعدي ص 457).

واعلم أخي الكريم ـ هدانا الله وإياك ـ أن باب التوبة مفتوح بفضل الله تعالى لكل إنسان مهما بلغت ذنوبه، ما لم تطلع الشمس من مغربها، أو يعاين الموت ويتيقنه، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر: 53} وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها" رواه مسلم. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه وأحمد وحسنه الألباني (المشكاة 2343).

وقد وعد الله تعالى من يقترف أكبر الكبائر كالشرك والقتل والزنا، بأن يبدل سيئاتهم حسنات، إن هم تابوا وآمنوا وعملوا الصالحات، قال تعالى: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما * ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا {الفرقان: 68-71}.

فهنيئا للتائب الصادق الذي يتبع سيئاته بحسنات ماحية، كما قال تعالى: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين {هود: 114}.

والله تعالى يحب المغفرة، فيغفر تعالى لمن يرجع إليه ويستغفره، كما جاء في الحديث الشريف: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم. رواه مسلم.

ويكفي التائب أن يعلم محبة الله للتوبة، كما قال صلى الله عليه وسلم: لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده" رواه البخاري ومسلم.

فينبغي لكل مذنب أن ينشغل بتحصيل توبة نصوح جامعة لشروط قبولها، من الندم على ما سلف من الذنوب، والإقلاع عنها خوفا من الله تعالى وتعظيما له وطلبا لمرضاته، والعزم الصادق على عدم العودة إليها أبدا، مع رد المظالم أو استحلال أهلها إن كانت في حق البشر.

وقد سبق بيان حقيقة التوبة وشروطها ودلائل قبولها وما ينبغي فعله عندها، في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4603، 5450، 75958، 5976، 29785، 75958، 7471، 42052، 40344.

كما سبق تعريف الزنا العام والخاص، وحكم المباشرة 8448 ، 12492، 11038، 3950، 4458، و التعريف الشرعي للواط: 22549، 35464، وحكم مباشرة الذكور كبارا كانوا أو صغارا: 8686، 32575، 16224، وأخرى في التوبة من اللواط والشذوذ: 7549، 19385، 26148.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة