استغفار موضوع ومكذوب على رسول الله عليه وسلم

0 327

السؤال

أريد أن أعرف مدى صحة هذا الاستغفار هل هو صحيح عن رسول الله صلي الله عيه وسلم أم أنه مؤلف من أحد الأشخاص فقد حصلت على كتيب صغير وبه دعاء للاستغفار وبه أيضا بعض الصلوات، هل هذا الاستغفار صحيح أم لا، فالكتاب عن كاتب اسمه: عبده محمد بابا واسم الكتيب المجموعة المباركة في الصلوات المأثورة والأعمال المبرورة، والنص كما جاء في الكتيب :
حديث استغفار عبد الله بن السلطان وهو حرز وأمان من كل شيء وكان عبد الله بن السلطان يقرأ الاستغفار في كل ليلة من شهر رجب وكان مشهورا بشرب الخمر والزنا وألفسق والفجور وترك الصلاة والصوم وكان في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم، فلما مات عبد الله بن السلطان لم يحضره من يغسله أو يصلي عليه ولا يشيع جنازته فنزل جبريل عليه السلام علي النبي صلي الله عليه وسلم وقال يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك قم وامش في جنازة عبد الله بن السلطان وغسله وكفنه وصل عليه فسار النبي صلي الله عليه وسلم وهو يمشي على أطراف قدميه ونزل في اللحد وتبسم فتعجب الصحابة منه، فما رجعوا من جنازته سألوه لأي شيء كنت تمشي على أطراف قدميك، فقال النبي صلي الله عليه وسلم إني رأيت الملائكة قد اجتمعوا فمن كثرتهم لم يبق لي مكان أطأ فوقة من الأرض إلا بأطراف الأصابع، وقالوا لأي شيء تبسمت قال النبي صلي الله عليه وسلم إني رأيت حضيرة من الجنة أتت إلى قبره وجاءت خلفه ألف حورية من حور العين، وبيد كل حورية منهن قدح مملوء من حوض الكوثر وكل واحدة تقول أنا أقوم وأسقيه، فمن أجل ذلك تبسمت ثم قال النبي صلى الله عليه قوموا نمضي إلى بيته، ونسأل زوجته ما كان يعمل في حال حياته، فلما قدموا سألوها عن حال زوجها وما كان يفعل، فقالت المرأة يا رسول الله ما رأيت منه إلا الأفعال القبيحة وشرب الخمر الفسق والفجور ولكني رأيته إذا جاء شهر رجب يقوم ويدعو بهذا الدعاء ومن كثرة ما يتلوه حفظته منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب هذا الاستغفار، فكانت المرأة تقول وعلي يكتب، فلما ختم الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ هذا الاستغفار وجعله في بيته أو في متاعه جعل الله له ثواب ألف صديق وثواب ثمانين ألف ملك وثواب ثمانين ألف شهيد وثواب ثمانين ألف حجة وثواب ثمانين ألف مسجد وثواب ألف من أعتق رقبة من النار وثواب ثمانين ألف ممن شرب من حوض الكوثر وثواب ثمانين ألف ملك من الملائكة الكرام.... إلخ من ألفوائد العظيمة.
وكيفية الاستغفار هي:
أستغفر الله أستغفر الله استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من جميع ما أكرهه قولا وفعلا حاضرا وغائبا – اللهم إني أستغفرك لما قدمت وأخرت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير – اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه أستغفرك لما أردت به وجهك الكريم فخالطني فيه ما ليس لك به رضا وأستغفرك لما دعاني إليه الهوى من قبل فيما اشتبه علي وهو عندك محرم وأستغفرك من النعم التي أنعمت بها علي فاستعنت بها علي معاصيك وأستغفرك من الذنوب التي لا يطلع عليها أحد سواك ولا ينجي منها أ حد غيرك ولا ينجي منها أحد غيرك ولا يسعها إلا حلمك ولا ينجو منها إلا عفوك وأستغفرك من يمين حنثت فيه وهو عند محرم وأنا مؤاخذ به وأستغفرك لا اله إلا أنت يا عالم الغيب والشهادة من كل سيئة عملتها في سواد الليل وبياض النهار وفي فلا وملا قولا وفعلا وأنت ناظر إلي إذا اكتمته وترى ما أتيته من العصيان يا كريم يا منان يا حليم وأستغفرك من كل فريضة وأحببت علي في آناء الليل وأطراف النهار وتركتها سهوا أو غفلة أو خطاء وأنا مسئول بها وأستغفرك من سنة من سنن سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وتركتها سهو أو غفلة أو خطاء أو تهاونا فاني أستغفرك يا الله يا الله لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لا اله إلا أنت يا رب العالمين أنت ربي لا اله إلا أنت وحدك لا شريك لك سبحانك يا رب العالمين وأنت عل كل شيء قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلي آله وصحبه أجمعين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالاستغفار المذكور موضوع ومكذوب على رسول الله عليه وسلم، ولا تجوز نسبته إليه كما لا تجوز روايته إلا على سبيل التحذير منه وبيان وضعه، وراجع الفتوى رقم: 16192، ويدل لوضعه أنه لا يوجد في شيء من دواوين السنة، ولا يعرف صحابي بهذا الاسم.

ولو صحت تلك الأجور المترتبة على هذا الاستغفار لاستفاض ذكرها في كتب السنة الصحيحة لتوفر الدواعي إلى نقل مثلها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 44655.

وفي صيغ الاستغفار الصحيحة المأثورة كفاية، فينبغي الاقتصار عليها وقد تقدم بعضها في الفتوى رقم: 51755

وبخصوص الكتيب الذي ذكرته فعليك أن تبتعد عن مطالعته ما دمت لا تميز ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لم يرد، وتحذر غيرك منه ممن هو مثلك.

وينبغي التريث في مطالعة أي كتاب قبل التأكد من صحة ما فيه بعرضه على بعض أهل العلم الثقات المعروفين بصحة العقيدة وسلامة المنهج، فليس كل كتاب مطبوع ومنشور صحيح المحتوى يصلح العمل بمحتواه.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات