أول واجب على المكلف هو الشهادتان لا النظر ولا القصد إلى النظر و لا الشك

0 344

السؤال

لقد علمت من دراسة الثلاثة أصول أن الله يعرف من مخلوقاته أي أن هذا هو الدليل ولا يجب التقليد في أمور العقيدة، وهذا الأمر يخيفني كثيرا خاصة أنني مصاب بوساوس في العقيدة، وأنا الحمد لله أشفى منها تدريجيا بعد رجوعي إلى الله وطلبي للعلم، ولكن مشكلتي الكبرى هي أن الوساوس تصيبني عند محاولتي التأمل في خلق الله، فلقد كنت أجلس لساعات أتأمل في السماء و القمر والجبال لأثبت عظمة الله، ولكن كانت الوساوس تزيد وتجعلني أشعر كأنني مرتد وكافر، وأنا الآن أتجنب التأمل خوفا من حدوث ذلك الأمر، فصدقوني لو خيروني بين أن يقطعوني قطعا صغيرة أو العودة للشعور بذلك الشيء لاخترت الأمر الأول، لكن سؤالي هو: هل أنا مقلد وأنا إيماني ناقص؟ هل أصبحت كالأعراب أي أني مسلم فقط، وهل يحاسبني الله لأنني لم أتأمل في خلقه، وأني لا أستطيع أن أفكر فيه بطريقة سوية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن أصل الإيمان مركوز في فطرة الإنسان، قال تعالى: فطرة الله التي فطر الناس عليها { الروم 30 }.

وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل مولود يولد على الفطرة.

 ولا يجب على المسلم النظر والتأمل في الكون، ولا يحاسب إن لم يفعل ذلك ما دام عنده أصل الإيمان.

 قال ابن القيم في كتابه: مدارج السالكين. فالتوحيد مفتاح دعوة الرسل . ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لرسوله معاذ بن جبل رضي الله عنه : - وقد بعثه إلى اليمن -  إنك تأتي قوما أهل كتاب. فليكن أول ما تدعوهم إليه: عبادة الله وحده. فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله. وأن محمدا رسول الله. فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة - وذكر الحديث  وقال صلى الله عليه وسلم:  أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. ولهذا كان الصحيح : أن أول واجب يجب على المكلف: شهادة أن لا إله إلا الله . لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك - كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم . فالتوحيد: أول ما يدخل به في الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:  من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله: دخل الجنة. فهو أول واجب، وآخر واجب، فالتوحيد : أول الأمر وآخره .انتهى .

 ولكن المسلم بالنظر والتأمل في الكون يزداد إيمانا مع إيمانه ويقينا على يقينه كما قال تعالى في خطابه للخليل إبراهيم عليه السلام: قال بلى ولكن ليطمئن قلبي { البقرة 260}.

 وأما ما قرأت في الأصول الثلاثة من كون الله تعالى يعرف من مخلوقاته فهذا في سياق إثبات وجود الله تعالى وتوحيده في حق من ينكر ذلك أصلا.

  فالذي ننصحك به أن تستيقن بإيمانك وأن لا تلتفت إلى ما قد ينتابك من وساوس في ذلك، بل عليك مدافعتها عند ورودها، وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وكونك إذا خيرت بين الهلاك وبين الكفر لاخترت الهلاك فهذا علامة من علامات الإيمان، ولمزيد الفائدة راجع الفتويين: 51601، 69719.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة