إسقاط جزء من الدين مقابل تعجيل السداد

0 424

السؤال

من المعلوم أن البنوك الإسلامية تقوم ببيع السلع آجلا بسعر أعلى، فلو اشتريت من البنك سلعة بمبلغ معين إلى أن أسدد المبلغ خلال ثلاث سنوات مثلا, ثم استطعت جمع المبلغ كاملا قبل موعد أخر قسط بسنة, أي بعد سنتين ثم سلمته للبنك, فهل يجوز لي خصم جزء من المبلغ بسبب السداد قبل الموعد المحدد، وإذا كان البنك يتعامل بهذه الطريقة أليست شبيهة بالبنوك الربوية؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن خصم جزء من الدين المؤجل مقابل تعجيله لا يجوز عند جماهير العلماء ومنهم المذاهب الأربعة وهو ما يعرف بقاعدة (ضع وتجعل)، قال ناظم رسالة ابن أبي زيد القيرواني:

ومنعوا ضع وتجعل أخر   * أزدك أو حط الضمان أكثر.

وذهب طائفة من العلماء إلى جوازها وهو رواية عن أحمد.

 جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: ما ذكر في السؤال هو ما يعرف عند الفقهاء بمسألة (ضع وتعجل)، وفي جوازها خلاف بين أهل العلم، والصحيح في قوليهم جواز الوضع والتعجيل، وهو رواية عن الإمام أحمد، واختيار الشيخين: ابن تيمية وابن القيم، ومنسوب إلى ابن عباس رضي الله عنهما.

 والذي نرى رجحانه هو القول الأول.. كما هو مبين في الفتوى رقم: 21558

ومما تجدر الإشارة إليه هاهنا أن الدائن إذا أسقط عن المدين جزءا من الدين مقابل تعجيل السداد دون أن يكون ذلك عن تواطؤ أو اشتراط فلا حرج في ذلك كما هو مبين في الفتوى رقم: 124584.

وإذا كانت البنوك الإسلامية تتعامل بهذه الطريقة فإننا لا يمكن أن نصفها بأنها ربوية أو تشبه البنوك الربوية، لأن البنوك الربوية قائمة على أساس الربا، والبنوك الإسلامية قائمة على التعامل وفق ضوابط الشريعة الإسلامية، وإذا أخذت بقول مرجوح في بعض تعاملاتها فإن ذلك لا يصيرها شبيهة بالبنوك الربوية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات