السؤال
أنا أحد الشباب المسلمين في السويد وأبلغ من العمر 14 سنة ولدي سؤال يراودني في كثير من الأحيان وهو، هل نؤجر على أن نصبر ولا نفعل ما يفعله الغربيون من الفواحش، على سبيل المثال: كلنا كشباب نريد ذلك ولكن هل أؤجر على أن أقنع نفسي؟ جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي السائل أن الصبر ثلاثة أنواع، صبر على أقدار الله المؤلمة وصبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله أي صبر على البعد عنها، فمن ابتعد عن المعصية -مع قوة الداعي إليها- خوفا من الله تعالى فقد صبر وله الأجر والمثوبة، لقوله الله تعالى: واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين {هود:115}، قال البيضاوي في تفسيره: واصبر على الطاعات وعن المعاصي... انتهى.
وكذا قال الله تعالى: ... إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب {الزمر:10}، قال السعدي في تفسيره: وهذا عام في جميع أنواع الصبر، الصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها، والصبر عن معاصيه فلا يرتكبها، والصبر على طاعته حتى يؤديها، فوعد الله الصابرين أجرهم بغير حساب، أي: بغير حد ولا عد ولا مقدار... انتهى.
فاصبر أخي السائل وجاهد نفسك على التحلي بالصبر وستجد العون من الله لأنه سبحانه وتعالى يقول: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {العنكبوت:69}..
واعلم أن المعصية لذاتها مؤقتة ثم تزول ويعقبها الحسرة والألم، وغمسة واحدة في جهنم كفيلة بأن تنسي أنعم إنسان في الدنيا النعيم الذي عاشه فيها، كما أن غمسة واحدة في الجنة كفيلة بأن تنسي أتعس إنسان في الدنيا التعب الذي لقيه فيها، واعلم أنك في امتحان فأثبت حتى تنجح وعن قريب ستظهر النتيجة عندما تبلغ الروح الحلقوم.
والله أعلم.