مسائل في الأمرد والنظر إليه

0 481

السؤال

عندما كنت أقرأ في أحد الكتب التي تتحدث عن الفواحش تطرق الشيخ إلى الحديث عن الرجل الأمرد وحكم النظر إليه فقال بالنص: ولأنه في معنى المرأة - أي الأمرد - بل ربما كان بعضهم أو كثير منهم أحسن من كثير من النساء ويتمكن من أسباب الريبة فيه ويتسهل من طرق الشر في حقه ما لا يتسهل في حق المرأة فكان تحريمه أولى وأقاويل السلف في التنفير منهم أكثر من أن تحصى، وقد سموهم الأنتان لكونهم مستقذرين شرعا... انتهى كلام الشيخ ولا أعلم هل هذا كلامه أم كلام أحد السلف.
- الأمر الأول بارك الله فيكم ما معنى أن الأمرد مستقذر شرعا ؟ كيف يكون شاب مسلم صالح تقي ولكن لحيته
لا تنبت مستقذرا !!
- الأمر الثاني بعد أن قرأت في بعض الفتاوى في موقعكم عن بعض الأحكام المتعلقة بالرجل الأمرد أود أن أطرح بعض الأسئلة جزاكم الله خيرا.
أولا :: هل يأخذ حالق اللحية نفس أحكام الأمرد ؟
ثانيا :: أرجو توضيح نقطة وهي شهوة النظر بتلذذ . يعني مثلا لي كثير من الأصدقاء وقد يكون أحدهم وسيما أمردا أو ليس ملتحيا مثلا، عندما ألقاه أقبله وأحب أن أنظر إليه لأنه وسيم بشوش فهل هذا النظر هو نظر فيه شهوة تلذذ لأني أحب أن أنظر إليه؟ أريد أن أعرف ما هو المعيار لمعرفة هل أنا أنظر بشهوة أم مجرد أن صديقي جميل طبيعي أن يكون النظر إليه مختلفا عن الآخرين وهذا ينطبق على أغلب الناس...
ففي يوم كنت أقبل أحد العلماء - حفظهم الله جميعا - فبعد أن قبلني الشيخ وجدته يقول لي ما شاء الله فنظرة الشيخ إلي كان فيها شيء مختلف بالطبع لأنه وجد شابا وسيما فقال ما شاء الله فهل هذا السرور عندما تنظر إلى شاب جميل فيه شيء؟
ثالثا : هذا الأمر أيضا تشعر به عند التعامل مع الأطفال سواء كانوا صبيانا أو إناثا فتجد الناس تميل إلى الطفل الوسيم وتحب أن تقبله أو أن تلعب معه بخلاف الطفل العادي مع العلم طبعا أن كل خلق الله جميل وهذا الأمر فطرة مغروزة في الإنسان بطبيعته فهل هذا التعامل مع الأطفال ذوي الجمال يخشى منه ؟
أعلم أني قد أطلت فسامحوني لأن الأمر شغل ذهني كثيرا وأصابني للأسف ببعض الوسواس في التعامل مع من يحيطون بي .
وجزاكم الله خيرا جميعا...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمسألة التحذير من النظر إلى المردان ومخالطتهم وردت في كثير من أقاويل السلف ونقلها أهل العلم في كتبهم، وبعضهم جعل فتنتهم أشد من فتنة النساء، ولذلك سموهم الأنتان ليس لاستقذار ذوات المردان وإنما لاستقذار النظر إليهم شرعا كما يستقذر النظر إلى كل ما لا يجوز النظر إليه.

قال ابن حجر الهيتمي في تحرير المقال ما معناه: إن المراد بالاستقذار النظر إليهم وليس المقصود أنهم لذواتهم مستقذرين.

وأما ما سألت عنه.. فإن حالق اللحية إن كان النظر إليه يؤدي إلى الافتتان به فيكون كالأمرد والمرأة في حرمة النظر إليهم، وكذلك لو لم يكن حليقا وكان في النظر إليه فتنة فلا يجوز النظر إليه سدا لذريعة الافتتان به، وهذا لا يعني حرمة النظر إلى كل من كان جميلا أو فيه مسحة من الجمال، وإنما المحرم هو التلذذ بالنظر وما يخشى منه الوقوع في الافتتان بالمنظور إليه، وهذا يختلف بحسب الناظرين، فالوالد مثلا لا يخشى عليه الافتتان بولده الأمرد الوسيم في الغالب ولا بابنته وهكذا، والشهوة واللذة هما ما يجده المرء في نفسه من نشوة وميل جنسي ونحو ذلك، وما ذكرته من سرور الشيخ برؤيتك لا حرج فيه ما لم تصحبه لذة وشهوة إلى الحرام، وضابط الشهوة المحرمة هنا هي شهوة فعل الحرام مع المنظور إليه والاستمتاع بالنظر إليه كالاستمتاع بالنظر إلى الأجنبية وما لا يجوز.

قال ابن تيمية رحمه الله في النظر المحرم: ومتى كانت معه شهوة كان حراما بلا ريب سواء كانت شهوة تمتع بنظر الشهوة أو كان نظرا بشهوة الوطء...

  ويبعد ذلك غالبا في حق أهل العلم والورع، والميل الفطري إلى ذوي الوسامة والحسن والطفل البريء ونحوه لا حرج فيه، بل الممنوع هو ما كان يؤدي إلى الافتتان والتلذذ بما حرم الله عز وجل التلذذ به، وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18605، 26446، 99114.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة