السؤال
الإخوة الكرام، فأرجو أن تفيدوني مأجورين حول حكم التالي: أعمل في قناة فضائية إسلامية وأقوم بتقديم بعض البرامج وأحيانا قد استضيف بعض الأخوات في البرنامج، علما بأن الأخوات يكن على قدر كبير من الحشمة في ملابسهن وكلامهن وتكون الأستضافة لهن بداعي دعوي كمعرفة سبب إسلام البعض منهن وتقديم تجربة الدخول في الإسلام للآخرين فما حكم استضافة النساء في البرامج على الصورة التي ذكرت، وما حكم تقديم الأخوات الداعيات لبرامج في التلفزيون حيث تظهر على شاشات التلفزيون بكامل حجابها (عدا الوجه والكفين)؟ لكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
جزاك الله خيرا على اهتمامك بنشر الدين وحرصك على الدعوة إلى الله، فهي وظيفة المرسلين، وعمل أتباعهم المصلحين، قال تعالى: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين {يوسف:108}، ولكن الدعوة إلى الله ينبغي أن تتقيد في وسائلها وأهدافها بضوابط الشرع ومقاصده، والذي ينظر في أحكام الشريعة الإسلامية، يعلم أنها قد حرصت على ستر المرأة، وصيانتها من الاختلاط الذي يعرضها للريبة والفتن حتى ولو كان ذلك في المسجد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها. رواه مسلم.
وإذا أخطأ الإمام في صلاة الجماعة فإن المأمومين ينبهونه بالتسبيح، ولكن النساء ينبهنه بالتصفيق، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء.
وقد أمر الله نساء النبي صلى الله عليه وسلم بنشر العلم، قال تعالى: واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا {الأحزاب:34}، ولكنهن لم يكن يختلطن بالناس لتعليمهم، وإنما كان التعليم من وراء حجاب، وقد قال الله تعالى: وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن {الأحزاب:53}
فالذي نراه راجحا في حكم استضافة النساء في البرامج، وكذلك حكم تقديم الأخوات الداعيات لبرامج في التلفزيون ، أن ذلك غير جائز لما فيه من المحاذير الشرعية، كما أن المصالح التي تقصد بظهورهن يمكن تحصيلها بغير ذلك من الوسائل المشروعة.
والله أعلم.