تائب من فعل العادة السرية وخائف من آثارها وتوابعها

0 358

السؤال

أنا منذ الصغر كنت أقوم بممارسة العادة السرية، لم أكن أعلم ماذا أفعل أو هل هو صحيح أم لا. لكني كنت أستمتع بها وأقوم بها عن شهوة بواسطة تخيل.
منذ سن 4 إلى 5 سنوات، في الحقيقة أنا منذ وعيت كنت أقوم بهذه العادة؛ لدرجة أنني لا أذكر كيف بدأت. وكبرت و كبرت المشكلة معي حتى دخلت الجامعة و تخرجت... كنت أحاول منع نفسي لكني لم أكن أستطيع.
الآن أنا تبت منها و نادم على أفعالي و أسأل الله المغفرة...
عمري الآن 29 سنة، وجدت أنني أعاني من سرعة قذف عالية جدا، قد لا أستطيع الدخول في زوجتي أسأل الله المغفرة و السلامة.
أود الزواج منذ 3 سنوات و لكني خائف من العواقب، ذهبت إلى أطباء كثر و أخبرتهم على حالي... قالوا لي لا يوجد مشكلة عضوية لديك، وسرعة القذف موضوع نسبي و هنالك أدوية تؤخر القذف،
هل صلاتي منذ الصغر قد تكون غير مقبولة بسبب هذه العادة السيئة؟
بعد التوبة هل أؤجر على هذا البلاء الذي وضعت نفسي فيه؟
أود الزواج و خائف من أن أظلم زوجتي في حقها ؟ ماذا أفعل؟
هل يجب علي مصارحة الزوجة قبل أو بعد الزواج؟
أنا حائر لأنه حتى مع الأدوية إذا أفادتني....سوف تسأل الزوجة لماذا تأخذ هذا الدواء؟
في الحقيقة أفكر بعدم الزواج خوفا من المشاكل.... هل واجب علي الزواج أو يسقط عني الوجوب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

أخي الحبيب العادة السرية – وهي المعروفة في الشرع بلفظ الاستمناء باليد- أمر محرم، وقد استدل الشافعي رحمه الله على تحريمها بقوله تعالى: والذين هم لفروجهم حافظون*إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين*فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون {المؤمنون/5-7} تفسير ابن كثير.

وراجع في حكم وطرق الوقاية من هذه العادة الفتاوى: 72497، 7170، 6342، 6995، 5524. وتوبتك إلى الله تعالى مقبولة إن شاء الله طالما أنك أقلعت وندمت، وليكن عزمك قويا فلا ترجع إليها أبدا.

 وعلى القول بحرمتها- وهو الصواب إن شاء الله لعموم الآية السابقة (فأولئك هم العادون) وللضرر المحقق منها خاصة مع الإسراف فيها- فليست من الكبائر، فلا تسرف في تأنيب نفسك ولا في خوفك من الزواج، فسرعة القذف من أكثر الأمراض الجنسية شيوعا، ولها أسباب كثيرة غير العادة السرية، ولها علاجات ناجعة إن شاء الله، ومن أفضل ما يعينك على عدم العودة لهذه العادة الزواج، وأحذرك من شدة الخوف من ضعفك أن لا تستطيع القيام بحق زوجتك في قضاء وطرها، لئلا ينقلب الأمر إلى حالة نفسية مرضية وعلاجها أصعب بكثير.

وإما إخبار من ترغب في زواجها فلا يجب عليك، لأن ما تشتكي منه ليس من العيوب التي تفسخ النكاح ما دام الوطء منك ممكنا، وعليك أن تحسن الاختيار من أسرة على دين ووعي، لأن للزوجة دورا مهما في شفاء الزوج من مثل حالتك كما يقول أهل الاختصاص، وفي هذه الحالة ستتفهم الزوجة وضعك بعد حصول المودة والرحمة بينكما، فيكون سهلا إخبارها بسبب الدواء الذي تتناوله. وأنصحك بالرجوع إلى كتاب "الزواج الإسلامي السعيد" للإسلامبولي.

أما بالنسبة لصلاتك فهي إن شاء الله تعالى مقبولة، لأن المعصية التي لم تصل إلى الشرك لا تحبط أجر الطاعة فإن الله ليس بظلام للعبيد.

وأما بلاؤك هذا الذي سببه معصيتك فهو جزاء هذه المعصية في الدنيا، قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}

وتوبتك ترفع عنك جزاء المعصية في الآخرة، وإلى أن تتزوج فمما يعينك على دوام توبتك: المواظبة على الصلوات والإكثار من ذكر الله تعالى وشغل الوقت دائما بالطاعة وبما يفيد، واحرص على الصحبة الصالحة ولا تنظر إلى مفاتن النساء سواء في الطرقات أو الصور وأجهزة الإعلام، واحرص على أن لا تنساق بخيالك إلى أي شيء من ذلك، ولا تذهب للنوم إلا بعد أن يغلبك النعاس، ولا تعبث بأعضائك التناسلية.

وننصحك بالإسراع إلى الزواج وترك المخاوف جانبا وبالستر على نفسك، فلا يلزم إخبار زوجتك مستقبلا ولا غيرها بما كنت تعمله من محرم ولو سألتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة