السؤال
قرأت هذا الموضوع وأود معرفة صحته وهل هو من التنجيم ..؟؟
(( تقرير أمريكي )) نهاية العالم خلال ال 50 عاما القادمة بسبب النيازك والاحتباس الحراري, تقرير أمريكي يتنبأ بنهاية العالم في الخمسين سنة القادمة بناء على دراسات استمرت أكثر من 12 سنة رصدت تغيرات مناخية سوف تؤدى إلى فناء دول، وأن البشرية ستعود بدائية، وأن نيازك مدمرة ستضرب الأرض، وأن الاحتباس الحراري سيؤدى إلى نقص الأكسجين وموت الآلاف وكثرة الأمراض الجديدة، وأن الطاقة المعتمة بدأت التحرك على الرغم من سكونها منذ عشرات البلايين من السنين، وأن 80% من الأراضي الأمريكية مهددة بالغرق في الأطلنطي، وأن الشرق الأوسط سيكون الأكثر أمانا، وأن مخزون الأسلحة النووية سيصيب البشر بكوارث صحية ..
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلم ما يكون في الغد مما اختص الله به، وقد يتوقع الإنسان حصول أمر ما إذا اعتمد في ذلك على ما جعله الله عز وجل من أسبابه تؤدي إلى ما يتوقعه، أما ما ذكر في السؤال فليس من هذا فيما يظهر لنا، ويخشى أن يكون من ادعاء معرفة الغيب، وادعاء معرفة الغيب هي الكهانة المجمع على حرمتها، وقد سبق بيان معناها وحكم تعاطيها وبيان أنه لا يعلم الغيب إلا الله، في الفتاوى ذات الأرقام الآتية: 49086، 17507، 41084، 55240.
فالذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار ومطالعة الغيب هو الكاهن. وقد أجمع الفقهاء على أن التكهن والكهانة حرام، كما أجمعوا على أن إتيان الكاهن للسؤال عن عواقب الأمور حرام، وأن التصديق بما يقوله كفر، لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والحاكم وصححه ولم يتعقبه الذهبي، وصححه الألباني.
وتشمل الكهانة كل ادعاء بعلم الغيب الذي استأثر الله بعلمه، ويشمل اسم الكاهن: كل من يدعي ذلك من منجم وعراف وضراب بالحصباء ونحو.
قال الفقهاء: الكاهن يكفر بادعاء علم الغيب، لأنه يتعارض مع نص القرآن، قال تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول {الجن: 25-26} أي عالم الغيب هو الله وحده فلا يطلع عليه أحدا من خلقه إلا من ارتضاه للرسالة، فإنه يطلعه على ما يشاء في غيبه. انظر الموسوعة الفقهية.
ويستثنى من هذا ما يقوله أهل الأرصاد الجوية من توقعات للكسوف أو الأمطار أو الحر أو البرد ونحو ذلك فإن هذا لا يدخل في الكهانة، وإنما هو علم ينبني على بعض المعطيات التي أودعها الله في هذا الكون وهو من جهة أخرى مشتمل على كثير من الظن والتخمين.
والله أعلم.