السؤال
ما الحكم الشرعي في أن يبدأ الإمام بعد الفاتحة بقراءة الآية من سورة المدثر من قوله تعالى: عن المجرمين ما سلككم في سقر.......الخ. و لم يبدأها من: ( يتساءلون) لتكون أكثر وضوحا. وجزاكم الله كل خير.
ما الحكم الشرعي في أن يبدأ الإمام بعد الفاتحة بقراءة الآية من سورة المدثر من قوله تعالى: عن المجرمين ما سلككم في سقر.......الخ. و لم يبدأها من: ( يتساءلون) لتكون أكثر وضوحا. وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن من آداب قراءة القرآن أن يبتدئ القارئ من معني حسن يحسن البداءة به، قال النووي في المجموع: ينبغي للقارئ أن يبتدئ من أول السورة أو من أول الكلام المرتبط ويقف على آخرها، أو آخر الكلام المرتبط بعضه ببعض، ولا يتقيد بالأجزاء والأعشار، فإنها قد تكون في وسط كلام مرتبط كالجزء في قوله تعالى:( والمحصنات )، (وما أبرئ نفسي)...إلى أن قال: فكل هذا وشبهه لا يبتدأ به ولا يوقف عليه، ولا يغتر بكثرة الفاعلين له. اهـ. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن هذه التحزيبات المحدثة تتضمن دائما الوقوف على بعض الكلام المتصل بما بعده حتى يتضمن الوقوف على المعطوف دون المعطوف عليه. ثم ذكر أمثلة لذلك ثم قال: ومثل هذه الوقوف لا تسوغ في المجلس الواحد إذا طال الفصل بينهما بأجنبي ؛ ولهذا لو ألحق بالكلام عطف أو استثناء أو شرط ونحو ذلك بعد طول الفصل بأجنبي لم يسغ باتفاق العلماء.اهـ. وإذا كان مثل هذا لا يحسن في كلام الناس العادي فليس لك أن تحكي بعض كلام شخص بما يخل بمقصوده، فكيف بكلام الله الذي هو أجل من كل كلام؟ وبه تعلم أن ابتداء القارئ بقوله تعالى: (عن المجرمين) مع قطعه عما قبله ابتداء قبيح لا يسوغ فعله.
والله أعلم.