السؤال
أنا فتاة فقدت عذريتي أعلم أنني اقترفت كبيرة من الكبائر وتبت إلى الله تعالى وأردت الستر فأسأل الله أن يقبل توبتي والتقيت شابا بعد هذه الحادثة أحببته وأحبني وطلبني للزواج من أهلي وتم عقد القران لكنه لم يدخل بي للآن هو لا يعرف أي شيء عن الموضوع وأنا سأعمل عملية قبل الزفاف،علما أنني تبت إلى الله وأريد الستر بالحلال والعيش حياة كريمة،عرفت الشاب وطباعه بأنه عصبي وحاد المزاج ووضعه المادي السيء وكل أموره قبل العقد وزادت عصبيته ومزاجيته بعد العقد لدرجة لا تتصور وضعه المادي سيء وأنا على علم بذلك وساعدته مرارا وتكرارا ولا أزال أساعده، وفي عصبيته يبدأ بقول إنه لا يريدني ولا يريد الزواج بي وإنني لا أصلح له وكررها كثيرا وهو في كامل وعيه لما يقول وغيرها من التصرفات التسلطية والتحكمية والعصبية وانه يريد أن يظهر بأنه القوي والكلمة له حتى لو كانت خطأ وأنه ليس اقل من أي شخص وممكن يدعي أمورا ليست موجودة من أجل ذلك وهو متردد في كثير من الأمور ويعتبر دائما أنني أعيره وأنه اقل مني ماديا وهذا لم يحصل أبدا ولم أذكر له أي شيء بهذا الخصوص وأنا أحبه، وضعه في عمله غير مستقر وأنا وضع عملي مستقر وراتبي ممتاز طلب مني أن أجد له وظيفة في البلد التي أعمل بها وفي نيته أن يحملني المسؤولية في حال أن الأمور لم تمش بالشكل المطلوب، أنا خائفة من هذا الزواج وأصبحت في حيرة من أمري من العصبية والتردد والشجار المستمر هل أتمم الزواج أم لا؟ ما حكم زواجي به وهو لا يعلم ما حدث معي؟ في حال وجد شاب آخر يعرف أنني فقدت عذريتي ويريد الزواج بي ماذا أفعل؟ أسألكم بالله أن أرشدوني فأنا ضائعة وتائهة أريد الستر بالحلال ورضا الله تعالى فقط ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحمد الله سبحانه ونشكره أن وفقك للتوبة والإنابة إليه سبحانه، ونسأله أن يثبت اقدامك على طريق التوبة، وأن يصرف عنك كيد الشيطان ووساوسه، وأبشري فالله سبحانه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.
وأما بالنسبة لإجراء عملية ترقيع للبكارة فإنه لا يجوز لما يترتب عليه من المحاذير كالاطلاع على العورة المغلظة، وتشجيع النساء على الزنا، مع ما فيه من غش للزوج بإيهامه وجود البكارة وهي قد زالت.
والذي ننصحك به هو أن تستري نفسك، ولا تذكري لأحد ما كنت تمارسينه من المعاصي، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه الحاكم وغيره، وصححه الألباني.
وإذا سألك الزوج عن أمر زوال البكارة فعرضي له بأن البكارة قد تزول بأسباب كثيرة غير الوطء، فقد تزول بالوثوب الشديد وبتكرار الحيض وبغير ذلك، ولا تظهري ما ستره الله.
وأما ما ذكرت من أمر زوجك وعصبيته وغضبه وسوء خلقه وظنه، وكذبه وتردده وغير ذلك، فإنا ننصحك بالصبر عليه والنصح له ومحاولة إصلاحه بكل طريق، فإذا غلب على ظنك بعد الصبر ومحاولات الإصلاح أنه لن يغير أسلوبه هذا ولن يقلع عما هو فيه من عصيان وغضب، فيحق لك والحال هذه أن تطلبي منه الطلاق، ولا تكملي هذا الزواج ؛ لأن الخطب الآن يسير إذا ما قورن بالطلاق بعد الدخول وإنجاب الأولاد، وتشابك الأمور وتعقدها، وقد جعل الله عز وجل الطلاق حلا إذا ما تعقدت الأمور واستفحلت المشكلات.
قال ابن قدامة في المغني: وربما فسدت الحال بين الزوجين فيصير بقاء النكاح مفسدة محضة وضررا مجردا بإلزام الزوج النفقة والسكن وحبس المرأة، مع سوء العشرة والخصومة الدائمة من غير فائدة، فاقتضى ذلك شرع ما يزيل النكاح لتزول المفسدة الحاصلة منه. انتهى.
والذي يمكنك الآن هو نصح الزوج ومحاولة إصلاحه، فإن لم يستجب فلك طلب الطلاق منه، وقبل أن يطلق فلا يجوز لأحد أن يتعرض لك بخطبة ولا إفساد؛ لأنك بعد تمام العقد أصبحت زوجة ذلك الرجل، ولا يجوز لك أنت أن تتعرضي للخطاب، ولا أن تطلقي نفسك.
وبعد أن يطلقك زوجك هذا أو يطلقك القاضي فإذا وجد شخص يعرف أنك قد فقدت عذريتك ويوافق على الزواج منك- كما ذكرت - فلا مانع من الزواج به، ولا تخبريه بما كان منك من معصية، إن كان لا يعلم، ويمكنك أن تعرضي له بشأن البكارة وتستعملي التورية كما سبق.
وللفائدة تراجع الفتويين رقم: 56519 ،2019 .
والله أعلم.