نظر المرأة إلى الرجال حال البيع والشراء ونحوه

0 146

السؤال

أمر الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز النساء بغض البصر. بالحقيقة أنا لم أنتبه يوما لذلك، فحياتي كانت دائما مبنية أصلا على هذا الشيء بالفطرة، فأنا أنظر إلى الشخص المقابل بحياء و حدود بقدر ظرف التعامل سواء كانوا آباء صديقاتي أو جيرانا, ولكن الآن بعد أن خطبني شاب يتسم بخلق عال و دين عال فهو يطلب مني أن أغض البصر, ودائما ينبهني على هذا الأمر مع العلم والله بأن عيني لا ترى رجلا غيره في هذه الدنيا إلى أن أصبح عندي وسواس أصبحت أتعب عندما نخرج أنا وأهلي, وحين أتعامل مع أي شخص سواء بائع أو موظف معنا بالعمل أصبحت لا أنظر إليهم أبدا, وأصبح عندي وسواس أيضا عندما أرى أشخاصا في التلفاز سواء أخبار أو تقارير أو محاضرات دينية.
في الحقيقة هذا الموضوع يرهقني كثيرا فأنا منذ البداية أتعامل بقدر الضرورة وبدون نيات سيئة.
الآن أخاف جدا وأصبحت أخاف من الرجال جميعهم وأسأل ترى ماذا يوجد في قلب هذا الشخص أكيد أن نواياه سيئة؟ فقدت الثقة بمن حولي. خطيبي يقول لي دائما: أنت لا تعرفين الرجال ونواياهم السيئة أنا أعلم أنه يخاف علي, لكن المشكلة بأني وأمي نعيش وحدنا ولا يوجد رجل نعتمد عليه لذلك أضطر للتعامل مع الأقارب والجيران والبائعين. أتمنى أن لا أكون أثقلت عليكم بسؤالي لكن بصراحة أعاني جدا من هذا
الموضوع, فما هي حدود النظر والتعامل التي كانت تتبعه أمهات المؤمنين والصحابيات مع من حولهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على غضك لبصرك عن الحرام، ونسأل الله أن يرزقك بذلك نورا تجدين حلاوته في قلبك، واعلمي أن غض البصر عما يهيج الشهوات ويثير الغرائز واجب على الرجال والنساء لقوله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون* وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها. {النور:30، 31}

وإطلاق البصر بريد الزنا وسبب الفجور والآثام، ومفسد للقلب ومثير للشهوة، ومخالفة صريحة لأمر الله – جل وعلا - وهو من زنا العين، الذي حذر منه رسول الله -  صلى الله عليه وسلم - ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر.

وأما بالنسبة لتعاملك مع الجيران والبائعين وغيرهم فلا حرج فيه، طالما وجدت ضرورة أو حاجة لذلك بشرط الالتزام بالآداب الشرعية، من حجاب وعدم خضوع بقول، واقتصار على قدر الحاجة في التعامل والنظر. وراجعي الفتوى رقم: 7997.

وأما بالنسبة للوساوس فاعلمي أن أكبر علاج لها بعد ذكر الله ودعائه واللجوء إليه هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إلى ما تدعو إليه.

وفي النهاية نذكرك أن خطيبك أجنبي عنك لا يجوز لك أن تختلي به، ولا أن تلمسيه، ولا أن تتحدثي معه بدون حاجة، بل لا بد من مراعاة الأحكام الشرعية في التعامل معه كأجنبي.

وللفائدة تراجع الفتويين رقم: 17913، 78310.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة